الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٦ -
الاِلْتِفَاتِ فِي الْحَيْعَلَتَيْنِ. وَفِي رَأْيٍ آخَرَ أَنَّ الْمُسْتَحَبَّ هُوَ اسْتِقْبَال الْقِبْلَةِ فِي الاِبْتِدَاءِ. (١)
١٤ - وَيُسْتَحَبُّ فِيمَنْ يُقِيمُ الصَّلاَةَ: أَنْ يَكُونَ تَقِيًّا، عَالِمًا بِالسُّنَّةِ، وَعَالِمًا بِأَوْقَاتِ الصَّلاَةِ، وَحَسَنَ الصَّوْتِ، مُرْتَفِعَهُ مِنْ غَيْرِ تَطْرِيبٍ وَلاَ غِنَاءٍ، وَتَفْصِيل ذَلِكَ فِي الأَْذَانِ.
١٥ - وَاتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِمُقِيمِ الصَّلاَةِ أَنْ يُقِيمَ وَاقِفًا. وَتُكْرَهُ الإِْقَامَةُ قَاعِدًا مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ. فَإِنْ كَانَ بِعُذْرٍ فَلاَ بَأْسَ. قَال الْحَسَنُ الْعَبْدِيُّ: " رَأَيْتُ أَبَا زَيْدٍ صَاحِبَ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَكَانَتْ رِجْلُهُ أُصِيبَتْ فِي سَبِيل اللَّهِ، يُؤَذِّنُ قَاعِدًا (٢) وَلِمَا رُوِيَ أَنَّ الصَّحَابَةَ كَانُوا مَعَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي مَسِيرٍ فَانْتَهَوْا إِلَى مَضِيقٍ، وَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَالْبِلَّةُ مِنْ أَسْفَل فِيهِمْ، فَأَذَّنَ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَقَامَ، فَتَقَدَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَصَلَّى بِهِمْ يُومِئُ إِيمَاءً، يَجْعَل السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ (٣) . كَمَا تُكْرَهُ إِقَامَةُ الْمَاشِي وَالرَّاكِبِ فِي السَّفَرِ وَغَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ. لِمَا رُوِيَ أَنَّ بِلاَلًا ﵁ " أَذَّنَ وَهُوَ رَاكِبٌ، ثُمَّ
_________
(١) البحر الرائق ١ / ٢٧٢، والحطاب والتاج والإكليل عليه ١ / ٤٤١ ط ليبيا، وحاشية الدسوقي ١ / ١٥٦ ط دار الفكر، والخرشي وحاشية العدوي عليه ١ / ٢٣٢ ط دار صادر، والمجموع للنووي ٣ / ١٠٧، والمغني ١ / ٤٢٦ ط الرياض، وكشاف القناع ١ / ٢١٧ ط أنصار السنة
(٢) قول الحسن العبدي: رأيت أبا زيد صاحب رسول الله ﷺ يؤذن قاعدا. رواه البيهقي (١ / ٣٩٢) وإسناده حسن. التلخيص لابن حجر (١ / ٣٠٣ - ط دار المحاسن) .
(٣) حديث: " أن الصحابة كانوا مع رسول الله ﷺ في مسير. . أخرجه الترمذي (٢ / ٢٦٧ ط الحلبي) والبيهقي (٢ / ٧ - ط دائرة المعارف العثمانية) وقال: وفي إسناده ضعف.