الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٤٥ - حرف الواو - ولاية - الأحكام المتعلقة بالولاية - ولاية الله تعالى - مفهوم ولاية الله تعالى - الولاية العامة
وِلاَيَةُ اللَّهِ تَعَالَى
مَفْهُومُ وِلاَيَةِ اللَّهِ تَعَالَى
٨٣ - ذَكَرَ ابْنُ الْقَيِّمِ أَنَّ وِلاَيَةَ اللَّهِ تَعَالَى نَوْعَانِ: عَامَّةٌ، وَخَاصَّةٌ:
فَأَمَّا الْوِلاَيَةُ الْعَامَّةُ فَهِيَ وِلاَيَةُ كُل مُؤْمِنٍ، فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا، لِلَّهِ تَقِيًّا، كَانَ اللَّهُ لَهُ وَلِيًّا. وَفِيهِ مِنَ الْوِلاَيَةِ بِقَدْرِ إِيمَانِهِ وَتَقْوَاهُ. (١)
يَدُل عَلَى هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى (﴿وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ﴾، (٢) وَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ (﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ . (٣)
وَفِي هَذَا النَّوْعِ مِنَ الْوِلاَيَةِ قَال ابْنُ تَيْمِيَّةَ: فَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ مِنْ أَهْل الإِْيمَانِ مَعَهُ مِنْ وِلاَيَةِ اللَّهِ بِقَدْرِ إِيمَانِهِ وَتَقْوَاهُ، كَمَا مَعَهُ مِنْ ضِدِّ ذَلِكَ بِقَدْرِ فُجُورِهِ، إِذِ الشَّخْصُ الْوَاحِدُ تَجْتَمِعُ فِيهِ الْحَسَنَاتُ الْمُقْتَضِيَةُ لِلثَّوَابِ وَالسَّيِّئَاتُ الْمُقْتَضِيَةُ لِلْعِقَابِ، حَتَّى يُمْكِنَ أَنْ يُثَابَ وَيُعَاقَبَ، وَهَذَا قَوْل جَمِيعِ أَصْحَابِ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَأَئِمَّةِ الإِْسْلاَمِ وَأَهْل السُّنَّةِ. (٤)
_________
(١) بدائع الفوائد ٣ ١٠٦، وانظر حاشية المدابغي على فتح المعين لابن حجر المكي ص ٢٦٩، وشرح العقيدة الطحاوية للغنيمي ص ١٠٣.
(٢) سورة آل عمران ٦٨.
(٣) سورة البقرة ٢٥٧.
(٤) مختصر الفتاوى المصرية ص ٥٨٨، والتحفة العراقية في أعمال القلوب ص ١٥ وما بعدها.