الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٤٤ -
بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ " (١) قَال الْعُلَمَاءُ فِيهِ: إِنَّ الإِْنْصَاتَ لِلْعُلَمَاءِ لاَزِمٌ لِلْمُتَعَلِّمِينَ، لأَِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ وَكَانِتُ الْخُطْبَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَالْجَمْعُ كَثِيرٌ جِدًّا، وَكَانَ اجْتِمَاعُهُمْ لِرَمْيِ الْجِمَارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أُمُورِ الْحَجِّ، وَقَدْ قَال لَهُمْ ﷺ: خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ (٢) فَلَمَّا خَطَبَهُمْ لِيُعَلِّمَهُمْ نَاسَبَ أَنْ يَأْمُرَهُمْ بِالإِْنْصَاتِ.
وَقَال سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ: أَوَّل الْعِلْمِ الاِسْتِمَاعُ، ثُمَّ الإِْنْصَاتُ، ثُمَّ الْحِفْظُ، ثُمَّ الْعَمَل، ثُمَّ النَّشْرُ (٣) .
ب - وَمِنْ آدَابِ الْمَوْعُوظِينَ وَالْمُسْتَمِعِينَ أَنْ يَسْتَقْبِلُوا الْوَاعِظَ.
ج - وَمِنْ آدَابِهِمْ أَنْ لاَ يَلْعَبُوا وَلاَ يَلْغَطُوا أَثْنَاءَ الْوَعْظِ.
د - مِنْ آدَابِهِمْ أَلاَّ يُكْثِرُوا السُّؤَال مِنَ الْوَاعِظِ فِي كُل مَسْأَلَةٍ، بَل إِذَا عَرَضَ خَاطِرٌ فَإِنْ كَانَ لاَ
_________
(١) حديث جرير بن عبد الله: " استنصت الناس. . " أخرجه البخاري (الفتح ١ / ٢١٧)، ومسلم (١ / ٨١ - ٨٢) .
(٢) حديث: " خذوا عني مناسككم. . " أخرجه مسلم (٢ / ٩٤٣)، والبيهقي في السنن (٥ / ١٢٥) من حديث جابر بن عبد الله، واللفظ للبيهقي.
(٣) فتح الباري شرح صحيح البخاري ١ / ٢١٧، والفتوحات البانية ٦ / ٢٨١، ودليل الفالحين شرح رياض الصالحين ٣ / ١٦٥.