الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٤٣ -
وَعَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ ﵂ أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَال: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِالأَْمِيرِ خَيْرًا جَعَل لَهُ وَزِيرَ صِدْقٍ، إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ جَعَل لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ، إِنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ، وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ (١) . وَفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ قَال رَسُول اللَّهِ ﷺ: مَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ عَمَلًا، فَأَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا جَعَل لَهُ وَزِيرًا صَالِحًا إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ (٢)، وَهَذَا يَدُل عَلَى اسْتِحْبَابِ اتِّخَاذِ الْوَزِيرِ عِنْدَ الْحَاجَةِ لأُِمُورِ السِّيَاسَةِ.
وَكَانَ رَسُول اللَّهِ ﷺ يُشَاوِرُ فِي الأُْمُورِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ﵄، وَقَال فِي حَقِّهِمَا: لَوِ اجْتَمَعْتُمَا فِي مَشُورَةٍ مَا خَالَفْتُكُمَا (٣) .
_________
(١) حديث عائشة ﵂: " إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق. . ". أخرجه أبو داود (٣ / ٣٤٥ ط حمص)، والنسائي (٧ / ١٥٩ ط المكتبة التجارية) وابن حبان (الإحسان ٧ / ٣٤٦ط الرسالة) .
(٢) حديث: " من ولي منكم عملا. . . . " أخرجه النسائي (٧ / ١٥٩ ط المكتبة التجارية) .
(٣) حديث: " كان رسول الله ﷺ يشاور. . . " أخرجه أحمد (٤ / ٢٢٧ ط الميمنية) من حديث ابن غنم الأشعري، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ٥٣ ط القدسي)، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن ابن غنم لم يسمع من النبي ﷺ وروى البيهقي في السنن (١٠ / ١٠٩ دائرة المعارف العثمانية) عن ابن عباس ﵁ في قوله ﷿: " وشاورهم في الأمر " قال: أبو بكر وعمر ﵄.