الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٤١ -
وَمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ ضَرَبَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ ضَرَبَ وَغَرَّبَ، وَأَنَّ عُمَرَ ضَرَبَ وَغَرَّبَ (١) .
وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ الْخُلَفَاءَ الرَّاشِدِينَ جَمَعُوا بَيْنَ الْجَلْدِ وَالنَّفْيِ لِلْحُرِّ غَيْرِ الْمُحْصَنِ، وَانْتَشَرَ ذَلِكَ وَلَمْ يُعْرَفْ لَهُمْ مُخَالِفٌ، فَكَانَ كَالإِْجْمَاعِ، قَال التِّرْمِذِيُّ: وَالْعَمَل عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْل الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ ﷺ، مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَأُبَيٌّ بْنُ كَعْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَغَيْرُهُمْ ﵃ أَجْمَعِينَ (٢) .
وَنَفَى عُمَرُ ﵁ نَصْرَ بْنَ الْحَجَّاجِ لاِفْتِتَانِ النِّسَاءِ بِهِ، وَكَانَ عَلَى مَرْأًى مِنَ الصَّحَابَةِ، وَذَلِكَ لَيْسَ عُقُوبَةً لَهُ، لأَِنَّ الْجَمَال لاَ يُوجِبُ النَّفْيَ، وَلَكِنْ فَعَل ذَلِكَ لِمَصْلَحَةٍ رَآهَا، كَمَا عَاقَبَ عُمَرُ ﵁ صَبِيغًا لِسُؤَالِهِ عَنْ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ وَأَوَائِل السُّوَرِ وَأَسْمَائِهَا (٣) .
_________
(١) حديث ابن عمر: " أن النبي ﷺ ضرب وغرب، وأن أبا بكر. . . ". أخرجه الترمذي (٤ / ٤٤ ط الحلبي) وقال: حديث ابن عمر حديث غريب. ونقل ابن حجر في التلخيص (٤ / ١٧١ ط العلمية) عن ابن القطان أنه صححه، وعن الدارقطني ترجيح وقفه.
(٢) جامع الترمذي ٤ / ٤٥ ط الحلبي.
(٣) المبسوط للسرخسي ٩ / ٤٥، ومغني المحتاج ٤ / ١٤٧، وكشاف القناع ٦ / ٩٢، ونهاية المحتاج ٧ / ١٤٧، والمغني ١٢ / ٣٢٤، والفروع لابن مفلح ٦ / ٦٩ مع تصحيح الفروع طبعة ثانية، وأقضية النبي ﷺ ٤ - ٥ طبع قطر.