الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٤٠ - حرف النون - نبي - نبي الله محمد ﷺ - تعظيم حرمة النبي ﷺ وتوقيره - توقيره في ندائه وتسميته ﷺ
تَوْقِيرُهُ فِي نِدَائِهِ وَتَسْمِيَتِهِ ﷺ:
٣١ - أُمِرَ الصَّحَابَةُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِتَوْقِيرِ النَّبِيِّ ﷺ حَال نِدَائِهِمْ لَهُ فَقَال تَعَالَى: لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُول بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا (١) أَيْ لاَ تَقُولُوا: يَا مُحَمَّدُ، كَمَا يَدْعُو بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِاسْمِهِ، وَلَكِنْ قُولُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، يَا رَسُول اللَّهِ (٢) .
وَقَال ابْنُ تَيْمِيَّةَ: نَهَاهُمُ اللَّهُ أَنْ يَقُولُوا: يَا مُحَمَّدُ، أَوْ يَا أَحْمَدُ، أَوْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَلَكِنْ يَقُولُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، يَا رَسُول اللَّهِ. قَال: وَكَيْفَ لاَ يُخَاطِبُونَهُ بِذَلِكَ وَاللَّهُ تَعَالَى قَدْ أَكْرَمَهُ فِي مُخَاطَبَتِهِ إِيَّاهُ بِمَا لَمْ يُكْرِمْ بِهِ أَحَدًا مِنَ الأَْنْبِيَاءِ، فَلَمْ يَدْعُهُ بِاسْمِهِ فِي الْقُرْآنِ قَطُّ (٣)، بَل يَقُول: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَِزْوَاجِكَ (٤)، يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ (٥)، يَا أَيُّهَا الرَّسُول بَلِّغْ مَا أُنْزِل إِلَيْكَ (٦) مَعَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ قَال: يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ (٧)، يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ (٨)
_________
(١) سورة النور / ٦٣.
(٢) النبوات لابن تيمية ص ٢٧٠، وتفسير القرطبي ١٦ / ٢٦٧، ٣٠٦، ١٢ / ٣٢٢، والشفا للقاضي عياض ٣ / ٦١٦.
(٣) الصارم المسلول ص ٤٢٧ - ٤٢٨.
(٤) سورة الأحزاب / ٢٨.
(٥) سورة الأحزاب / ١.
(٦) سورة المائدة / ٦٧.
(٧) سورة البقرة / ٣٣.
(٨) سورة هود / ٤٦.