الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٣٩ - حرف الميم - موت - هل الموت للبدن والروح أو للبدن وحده؟
هَذَا وَقَدْ نَبَّهَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى أَنَّ شُخُوصَ بَصَرِ الْمُحْتَضِرِ عَلاَمَةٌ ظَاهِرَةٌ عَلَى قَبْضِ رُوحِهِ وَمُفَارَقَتِهَا لِجَسَدِهِ فَقَدْ وَرَدَ عَنْهُ ﷺ أَنَّهُ قَال: إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ (١) .
وَقَال ﷺ: إِذَا حَضَرْتُمْ مَوْتَاكُمْ فَأَغْمِضُوا الْبَصَرَ فَإِنَّ الْبَصَرَ يَتْبَعُ الرُّوحَ (٢) .
هَل الْمَوْتُ لِلْبَدَنِ وَالرُّوحِ أَوْ لِلْبَدَنِ وَحْدَهُ؟
٣ - نَصَّ جُمْهُورُ عُلَمَاءِ أَهْل السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ عَلَى أَنَّ الأَْرْوَاحَ بَعْدَ الْمَوْتِ بَاقِيَةٌ غَيْرُ فَانِيَةٍ إِمَّا فِي نَعِيمٍ مُقِيمٍ وَإِمَّا فِي عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣) قَال فِي الإِْحْيَاءِ: الَّذِي تَشْهَدُ لَهُ طُرُقُ الاِعْتِبَارِ وَتَنْطِقُ بِهِ الآْيَاتُ وَالأَْخْبَارُ أَنَّ الْمَوْتَ مَعْنَاهُ تَغَيُّرُ حَالٍ فَقَطْ وَأَنَّ الرُّوحَ بَاقِيَةٌ
_________
(١) حديث " إن الروح إذا قبض. . . ". أخرجه مسلم (٢ / ٦٣٤ - ط عيسى الحلبي) من حديث أم سلمة ﵂.
(٢) حديث: " إذا حضرتم موتاكم. . . ". أخرجه ابن ماجه (١ / ٤٦٨) من حديث شداد بن أوس ﵁، وحسن إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة (١ / ٢٦١ - ط دار الجنان) .
(٣) الروح لابن القيم ص ٥٠، والفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي ص ١٢١، وإحياء علوم الدين ٤ / ٤٢٢، ومجموع فتاوى ابن تيمية ٤ / ٢٩٢، ٢٩٦، ولوامع الأنوار البهية للسفاريني ٢ / ٢٥، وأسنى المطالب ١ / ٢٩٧، وفتح الباري ٣ / ٢٣٣، ومغني المحتاج ١ / ٣٢٩.