الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٣٧ - حرف الميم - المسجد الأقصى - فضائل المسجد الأقصى ومكانته في الإسلام وخصائصه - كونه ثاني مسجد في الأرض
بِخَمْسِمِائَةٍ، وَقَال الشَّيْخُ تَقِيِّ الدِّينِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: إِنَّهُ الصَّوَابُ (١) .
هـ - مُبَارَكَةُ الأَْرْضِ حَوْلَهُ:
٩ - أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْمَسْجِدِ الأَْقْصَى أَنَّهُ بَارَكَ حَوْلَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَْقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾، وَفِي الآْيَةِ تَأْوِيلاَنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّهُ مُبَارَكٌ بِمَنْ دُفِنَ حَوْلَهُ مِنَ الأَْنْبِيَاءِ الْمُصْطَفَيْنَ الأَْخْيَارِ، وَالثَّانِي: بِكَثْرَةِ الثِّمَارِ وَمَجَارِي الأَْنْهَارِ (٢) .
و كَوْنُهُ ثَانِي مَسْجِدٍ فِي الأَْرْضِ:
١٠ - أَوَّل مَسْجِدٍ وُضِعَ عَلَى الأَْرْضِ هُوَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ثُمَّ الْمَسْجِدُ الأَْقْصَى.
فَعَنْ أَبِي ذَرٍّ ﵁ قَال: سَأَلْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ عَنْ أَوَّل مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَْرْضِ قَال: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَال: الْمَسْجِدُ الأَْقْصَى، قُلْتُ: وَكَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَال: أَرْبَعُونَ عَامًا، ثُمَّ الأَْرْضُ لَكَ مَسْجِدًا فَحَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَل (٣)، وَقَال الْبُخَارِيُّ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ: أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ
_________
(١) تحفة الراكع والساجد للجراعي ص١٧٨ - ١٧٩، ١٨٠، وإعلام الساجد للزركشي ص٢٨٩.
(٢) إعلام الساجد ص٢٨٦، وتحفة الراكع والساجد ١٧٩، وتفسير القرطبي ١٠ / ٢١٢
(٣) حديث: " المسجد الحرام. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري ٦ / ٤٥٨)، ومسلم (١ / ٣٧٠) .