الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٣٧ - حرف الميم - مزدلفة - الأحكام المتعلقة بمزدلفة - الوقوف في المشعر الحرام والدعاء فيه
قَوْلَيْ أَحْمَدَ، لأَِنَّهُ رِوَايَةُ أُسَامَةَ ﵁، وَهُوَ أَعْلَمُ بِحَال النَّبِيِّ ﷺ فَإِنَّهُ كَانَ رَدِيفَهُ، وَقَدِ اتَّفَقَ هُوَ وَجَابِرٌ ﵄ فِي حَدِيثِهِمَا عَلَى إِقَامَةٍ لِكُل صَلاَةٍ، وَاتَّفَقَ أُسَامَةُ وَابْنُ عُمَرَ ﵃ عَلَى الصَّلاَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ (١) .
الْوُقُوفُ فِي الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَالدُّعَاءُ فِيهِ
٨ - يَرَى جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْحَاجِّ بَعْدَ بَيَاتِهِ بِمُزْدَلِفَةَ فِي لَيْلَةِ النَّحْرِ أَنْ يُصَلِّيَ صَلاَةَ الْفَجْرِ مُغَلِّسًا فِي أَوَّل وَقْتِهَا (٢)، لِحَدِيثِ جَابِرٍ ﵁ فِي صِفَةِ حَجِّ النَّبِيِّ ﷺ وَفِيهِ: حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ حَيْنَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَاسْتَقْبَل الْقِبْلَةَ، فَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ فَلَمْ يَزَل وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، فَدَفَعَ قَبْل أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ (٣) .
ثُمَّ يَأْتِي الْحَاجُّ الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ (جَبَل قُزَحَ) وَيَقِفُ عِنْدَهُ فَيَدْعُو اللَّهَ ﷾ وَيَحْمَدُهُ
_________
(١) المغني ٣ / ٤١٩ ط. الرياض.
(٢) جواهر الإكليل ١ / ١٨١، والمجموع للنووي ٨ / ١٢٣، ١٤١، ١٤٢، ومغني المحتاج ١ / ٤٩٩ - ٥٠١، والمغني لابن قدامة ٣ / ٤٢٠ - ٤٢١، وكشاف القناع ٢ / ٤٩٦ - ٤٩٨.
(٣) حديث جابر. . . سبق تخريجه ف (٧) .