الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٣٦ - حرف الميم - محبة - الأحكام المتعلقة بالمحبة - محبة المهاجرين والأنصار والخلفاء الراشدين
وَقَوْل النَّبِيِّ ﷺ: أَمَّا بَعْدُ أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ، رَسُول رَبِّي فَأُجِيبُ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ، أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ - قَال الرَّاوِي - فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَال: وَأَهْل بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْل بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْل بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْل بَيْتِي (١) .
وَكَانَ الصَّحَابَةُ ﵃ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانِ يُحِبُّونَ أَهْل الْبَيْتِ وَيُظْهِرُونَ وَلاَءَهُمْ وَاحْتِرَامَهُمْ لَهُمْ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ ﷾ وَوَفَاءً لِلنَّبِيِّ ﷺ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ﵁ قَال: ارْقُبُوا مُحَمَّدًا ﷺ فِي أَهْل بَيْتِهِ: قَال النَّوَوِيُّ: أَيْ رَاعُوهُ وَاحْتَرِمُوهُ وَأَكْرِمُوهُ (٢) .
و مَحَبَّةُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَْنْصَارِ وَالْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ
١٠ - ذَهَبَ الْعُلَمَاءُ إِلَى أَنَّ مَحَبَّةَ الْمُهَاجِرِينَ وَتَوْقِيرَهُمْ وَبِرَّهُمْ وَالْوَلاَءَ لَهُمْ وَمُعْرِفَةَ حَقِّهِمْ مَطْلُوبَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؛ لِمَا لَهُمْ مِنَ الْفَضْل السَّابِقِ إِلَى الإِْيمَانِ وَالْهِجْرَةِ (٣) .
_________
(١) حديث: " أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر. . ". أخرجه مسلم (٤ / ١٨٧٣) من حديث زيد بن أرقم.
(٢) دليل الفالحين ٢ / ٢٠٢ - ٢٠٣، والشفا ٢ / ٦٠٥ - ٦١٠، وتفسير القرطبي ١٦ / ٢٣. وقول أبي بكر ﵁: " ارقبوا محمدًا ﷺ في أهل بيته " أخرجه البخاري (فتح الباري ٧ / ٧٨) .
(٣) فتح الباري ٧ / ٨ وما بعدها، وتفسير القرطبي ٨ / ٢٣٥ - ٢٤٠، ١٧ / ٢٤٠ - ٢٤٢، ١٨ / ١٩، الشفا ٢ / ٦١٥ وما بعدها.