الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٣٥ -
إِيهَامًا لِلزُّهْدِ (١) . لِمَا رُوِيَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ﵄ قَال: أَتَانَا رَسُول اللَّهِ ﷺ فَرَأَى رَجُلًا شَعِثًا قَدْ تَفَرَّقَ شَعْرُهُ، فَقَال: أَمَا كَانَ يَجِدُ هَذَا مَا يُسْكِنُ بِهِ شَعْرَهُ (٢) .
وَيُسَنُّ تَرْجِيلُهَا، قَال ابْنُ بَطَّالٍ: التَّرْجِيل تَسْرِيحُ شَعْرِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ وَدَهْنُهُ، وَهُوَ مِنَ النَّظَافَةِ وَقَدْ نَدَبَ الشَّرْعُ إِلَيْهِ (٣)، وَقَال اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُل مَسْجِدٍ﴾ (٤)، وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ ﵂ كَانَ لاَ يُفَارِقُ النَّبِيَّ ﷺ سِوَاكُهُ وَمُشْطُهُ، وَكَانَ يَنْظُرُ فِي الْمِرْآةِ إِذَا سَرَّحَ لِحْيَتَهُ (٥) .
وَيُسَنُّ تَطْيِيبُهَا لِقَوْل عَائِشَةَ ﵂: كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ ﷺ بِأَطْيَبِ مَا يَجِدُ، حَتَّى أَجِدَ وَبِيصَ الطِّيبِ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ (٦) .
وَفِي الْفَتَاوَى الْهِنْدِيَّةِ: لاَ بَأْسَ بِغَالِيَةِ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ (٧)، وَالْغَالِيَةُ: طِيبٌ يَجْمَعُ طُيُوبًا.
_________
(١) فتح الباري ١٠ / ٣٥١.
(٢) حديث جابر: " أتانا رسول الله ﷺ. . . ". أخرجه أبو داود (٤ / ٣٣٣) والحاكم (٤ / ١٨٦) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(٣) فتح الباري ١٠ / ٣٦٨.
(٤) سورة الأعراف / ٣١.
(٥) حديث عائشة: " كان لا يفارق النبي ﷺ سواكه ومشطه. . . ". أورده ابن حجر في فتح الباري (١٠ / ٣٦٧) وعزاه إلى الطبراني في الأوسط ثم ذكر تضعيف أحد رواته.
(٦) حديث عائشة: " كنت أطيب النبي ﷺ بأطيب ما يجد. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري ١٠ / ٣٦٦) .
(٧) الفتاوى الهندية ٥ / ٣٥٩.