الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٣٥ -
مِنَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ رَجَّحَهُ النَّوَوِيُّ.
قَال الْحَنَفِيَّةُ: وَمَنْ كَانَ اسْمُهُ مُحَمَّدًا لاَ بَأْسَ بِأَنْ يُكَنَّى أَبَا الْقَاسِمِ لأَِنَّ قَوْلَهُ ﷺ: سَمُّوا بِاسْمِي وَلاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي قَدْ نُسِخَ وَعَلَّقَ ابْنُ عَابِدِينَ عَلَى النَّسْخِ بِقَوْلِهِ: لَعَل وَجْهَهُ زَوَال عِلَّةِ النَّهْيِ بِوَفَاتِهِ ﷺ (١) .
وَقَال عِيَاضٌ مِنَ الْمَالِكِيَّةِ: جُمْهُورُ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ وَفُقَهَاءِ الأَْمْصَارِ عَلَى جَوَازِ التَّسْمِيَةِ وَالتَّكْنِيَةِ بِأَبِي الْقَاسِمِ، وَالنَّهْيُ عَنْهُ مَنْسُوخٌ (٢) .
٥ - الثَّانِي: لاَ يَجُوزُ التَّكَنِّي بِكُنْيَتِهِ ﷺ مُطْلَقًا، أَيْ سَوَاءٌ كَانَ اسْمُ صَاحِبِ الْكُنْيَةِ مُحَمَّدًا أَمْ لاَ، وَسَوَاءٌ أَكَانَ ذَلِكَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَمْ لاَ، لِحَدِيثِ: سَمُّوا بِاسْمِي وَلاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي.
وَهُوَ قَوْل الشَّافِعِيِّ وَالْمَشْهُورُ فِي مَذْهَبِهِ، وَهُوَ رِوَايَةٌ عِنْدَ الْحَنَابِلَةِ (٣) .
٦ - الثَّالِثُ: لاَ يَجُوزُ التَّكَنِّي بِكُنْيَتِهِ ﷺ لِمَنِ اسْمُهُ مُحَمَّدٌ، وَيَجُوزُ لِغَيْرِهِ، سَوَاءٌ أَكَانَ ذَلِكَ فِي زَمَنِ حَيَاتِهِ ﷺ أَمْ بَعْدَ وَفَاتِهِ ﷺ لِحَدِيثِ: لاَ تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي (٤)، وَلِحَدِيثِ:
_________
(١) ابن عابدين ٥ / ٢٦٨، والفتاوى الهندية ٥ / ٣٦٢.
(٢) مواهب الجليل ٣ / ٢٥٦، وانظر الفتح ١٠ / ٥٧٣.
(٣) فتح الباري ١٠ / ٥٧٢ - ٥٧٤، ٦ / ٥٦٠، ومغني المحتاج ١ / ٩، الفروع ٣ / ٥٦٥ وما بعدها.
(٤) حديث: " لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي ". أخرجه أحمد (٢ / ٤٣٣) من حديث أبي هريرة، وأورده الهيثمي في المجمع (٨ / ٤٨) وقال: رجاله رجال الصحيح.