الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٣٤ -
إِثْبَاتِ النَّسَبِ بِالْقِيَافَةِ، وَأَجَازُوا الاِعْتِمَادَ عَلَيْهَا فِي إِثْبَاتِهِ عِنْدَ التَّنَازُعِ وَعَدَمِ الدَّلِيل الأَْقْوَى مِنْهَا، أَوْ عِنْدَ تَعَارُضِ الأَْدِلَّةِ الأَْقْوَى مِنْهَا.
وَاسْتَدَلُّوا بِمَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ ﵂ قَالَتْ: إِنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ دَخَل عَلَيَّ مَسْرُورًا تَبْرُقُ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ، فَقَال: أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا (١) نَظَرَ آنِفًا إِلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَقَال: إِنَّ هَذِهِ الأَْقْدَامُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ (٢)، وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَقْدَحُونَ فِي نَسَبِ أُسَامَةَ؛ لأَِنَّهُ " كَانَ أَسْوَدَ شَدِيدَ السَّوَادِ مِثْل الْقَارِ، وَكَانَ زَيْدٌ أَبْيَضَ مِثْل الْقُطْنِ (٣) ".
وَالْحُجَّةُ فِيهِ: أَنَّ سُرُورَهُ ﷺ بِقَوْل الْقَائِفِ إِقْرَارٌ مِنْهُ ﷺ بِجَوَازِ الْعَمَل بِهِ فِي إِثْبَاتِ النَّسَبِ (٤) .
كَمَا اسْتَدَلُّوا بِمَا رَوَتْ عَائِشَةُ ﵂ أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ الأَْنْصَارِيَّةَ ﵂، وَهِيَ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ﵁ قَالَتْ:
_________
(١) سمي كذلك لوقوعه أسيرًا في الجاهلية، وكان الأسير تجزز ناصيته حينئذ ويطلق (فتح الباري ١٢ / ٥٧) .
(٢) حديث: " ألم تري أن مجززًا نظر آنفًا. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري ١٢ / ٥٦)، ومسلم (٢ / ١٠٨٢) من حديث عائشة، واللفظ للبخاري.
(٣) حديث: " كان أسود شديد السواد. . . ". أخرجه أبو داود (٢ / ٧٠٠) من قول أحمد بن صالح.
(٤) نيل الأوطار ٧ / ٨١، وسبل السلام ٤ / ١٣٧.