الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٣٣ -
وَنَحْوِهِ يَكُونُ النَّهَارُ لأَِنَّهُ وَقْتُ سُكُونِهِ، وَأَمَّا اللَّيْل فَإِنَّهُ وَقْتُ عَمَلِهِ، وَالأَْصْل فِي الْقَسْمِ لِمُسَافِرٍ وَقْتُ نُزُولِهِ؛ لأَِنَّهُ وَقْتُ خَلْوَتِهِ لَيْلًا كَانَ أَوْ نَهَارًا، قَل أَوْ كَثُرَ، وَإِنْ تَفَاوَتَ حَصَل لِوَاحِدَةٍ نِصْفُ يَوْمٍ وَلأُِخْرَى رُبْعُ يَوْمٍ، فَلَوْ كَانَتْ خَلْوَتُهُ وَقْتَ السَّيْرِ دُونَ وَقْتِ النُّزُول - كَأَنْ كَانَ بِمِحَفَّةٍ وَحَالَةُ النُّزُول يَكُونُ مَعَ الْجَمَاعَةِ فِي نَحْوِ خَيْمَةٍ - كَانَ هُوَ وَقْتَ الْقَسْمِ، وَالأَْصْل فِي الْقَسْمِ لِمَجْنُونٍ وَقْتُ إِفَاقَتِهِ، أَوْ كَمَا قَال الشَّافِعِيُّ: إِنَّمَا الْقَسْمُ عَلَى الْمَبِيتِ كَيْفَ كَانَ الْمَبِيتُ.
وَالنَّهَارُ يَدْخُل فِي الْقَسْمِ تَبَعًا لِلَّيْل، لِمَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي (١)، وَإِنَّمَا قُبِضَ النَّبِيُّ ﷺ نَهَارًا (٢)، وَيَتْبَعُ الْيَوْمَ اللَّيْلَةُ الْمَاضِيَةُ أَيِ الَّتِي سَبَقَتْ ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَإِنْ أَحَبَّ الزَّوْجُ أَنْ يَجْعَل النَّهَارَ فِي الْقَسْمِ لِزَوْجَاتِهِ مُضَافًا إِلَى اللَّيْل الَّذِي بَعْدَهُ جَازَ لَهُ ذَلِكَ؛ لأَِنَّهُ لاَ يَتَفَاوَتُ، وَالْغَرَضُ الْعَدْل بَيْنَ الزَّوْجَاتِ وَهُوَ حَاصِلٌ بِذَلِكَ (٣) .
_________
(١) حديث عائشة: " توفي رسول الله ﷺ في بيتي وفي يومي ". أخرجه البخاري (فتح الباري ٨ / ١٤٤) .
(٢) حديث: " قبض رسول الله ﷺ نهارًا ". أخرجه البخاري (فتح الباري ٢ / ٢٣٥) من حديث أنس بلفظ: " وتوفي من آخر ذلك اليوم "، وأخرجه مسلم (١ / ٣١٥) من حديث أنس بلفظ: " فتوفي رسول الله ﷺ من يومه ذلك ".
(٣) فتح القدير ٣ / ٣٠٢، الدر المختار ورد المحتار ٢ / ٤٠٢، حاشية الدسوقي ٢ / ٣٣٩، الأم ٥ / ١٩٠، المهذب ٢ / ٦٧ مغني المحتاج ٣ / ٢٥٣، حاشية الجمل ٤ / ٢٨٣، المغني ٧ / ٣٢ - ٣٣، كشاف القناع ٥ / ١٩٩.