الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٣٢ - حرف الفاء - فتوة - الألفاظ ذات الصلة - درجات الفتوة
وَثَمَرَةُ مُجَاهَدَةِ الْمُتَّقِينَ، وَرِيَاضَةُ الْمُتَعَبِّدِينَ (١)، فَقَدْ قَال اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ وَحَبِيبِهِ مُثْنِيًا عَلَيْهِ وَمُظْهِرًا نِعْمَتَهُ لَدَيْهِ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (٢) وَقَال ﷺ إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُِتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَْخْلاَقِ (٣) . وَقَدْ أَتَمَّ النَّبِيُّ ﷺ مَكَارِمَ الأَْخْلاَقِ وَحَثَّ عَلَى الرُّسُوخِ فِيهَا (٤) . وَقَال: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ.
(٥) دَرَجَاتُ الْفُتُوَّةِ:
٥ - مِنْ دَرَجَاتِ الْفُتُوَّةِ: تَرْكُ الْخُصُومَةِ، وَالتَّغَافُل عَنِ الزَّلَّةِ وَنِسْيَانُ الأَْذِيَّةِ. أَمَّا تَرْكُ الْخُصُومَةِ فَهُوَ: أَلاَّ يُخَاصِمَ بِلِسَانِهِ، وَلاَ يَنْوِيَ الْخُصُومَةَ بِقَلْبِهِ، وَلاَ يَخْطِرَهَا عَلَى بَالِهِ، هَذَا فِي حَقِّ نَفْسِهِ، وَأَمَّا فِي حَقِّ رَبِّهِ: فَالْفُتُوَّةُ أَنْ يُخَاصِمَ بِاللَّهِ وَفِي اللَّهِ، وَيُحَاكِمَ إِلَى اللَّهِ، وَأَمَّا التَّغَافُل عَنِ الزَّلَّةِ فَهُوَ أَنَّهُ إِذَا رَأَى مِنْ أَحَدٍ زَلَّةً
_________
(١) إحياء علوم الدين ٢ / ٤٧.
(٢) سورة القلم / ٤.
(٣) حديث: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ". أخرجه الحاكم (٢ / ٦١٣)، والبيهقي (١٠ / ١٩٢) من حديث أبي هريرة واللفظ للبيهقي، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.، وانظر إحياء علوم الدين ٢ / ٤٨.
(٤) الأدب المفرد للبخاري ١ / ٣٧١.
(٥) حديث: " اتقِ الله حيثما كنت. . . " أخرجه الترمذي (٤ / ٣٥٥) من حديث أبي ذر وقال حديث حسن صحيح.، انظر تحفة الأحوذي ٦ / ١٢٢، وتفسير القرطبي ١٨ / ٢٢٨.