الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٣ - تراجم الفقهاء - استخفاف - ما يكون به الاستخفاف - حكم الاستخفاف بالملائكة
وَالآْخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (١) قَال: هَذَا فِي شَأْنِ عَائِشَةَ وَأَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ خَاصَّةً، وَلَيْسَ فِيهَا تَوْبَةٌ (٢) .
وَأَمَّا الاِسْتِخْفَافُ بِغَيْرِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَوْ كَانَ مَسْتُورَ الْحَال، فَقَدْ قَال فُقَهَاءُ الْمَذَاهِبِ الأَْرْبَعَةِ: إِنَّهُ ذَنْبٌ يُوجِبُ الْعِقَابَ وَالزَّجْرَ عَلَى مَا يَرَاهُ السُّلْطَانُ، مَعَ مُرَاعَاةِ قَدْرِ الْقَائِل وَسَفَاهَتِهِ، وَقَدْرِ الْمَقُول فِيهِ (٣)؛ لأَِنَّ الاِسْتِخْفَافَ وَالسُّخْرِيَةَ مِنَ الْمُسْلِمِ مَنْهِيٌّ عَنْهُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَْلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِْيمَانِ﴾ . (٤)
حُكْمُ الاِسْتِخْفَافِ بِالْمَلاَئِكَةِ:
٨ - اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ مَنِ اسْتَخَفَّ بِمَلَكٍ، بِأَنْ وَصَفَهُ بِمَا لاَ يَلِيقُ بِهِ، أَوْ سَبَّهُ، أَوْ عَرَّضَ بِهِ كَفَرَ وَقُتِل (٥) .
وَهَذَا كُلُّهُ فِيمَا تَحَقَّقَ كَوْنُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِدَلِيلٍ قَطْعِيٍّ كَجِبْرِيل، وَمَلَكِ الْمَوْتِ، وَمَالِكٍ خَازِنِ النَّارِ (٦) .
_________
(١) سورة النور ٢٣
(٢) الصارم المسلول ص ٣٣٧ - ٣٣٨ ط تاج بطنطا، وابن عابدين ٣ / ٢٩٠
(٣) الحطاب ٦ / ٣٠٣، والإنصاف ١٠ / ٣٢٢، ونهاية المحتاج ٨ / ١٧، وابن عابدين ٤ / ٣٨٣
(٤) سورة الحجرات ١١
(٥) الحطاب ٦ / ٢٨٥ ط ليبيا، والإعلام بقواطع الإسلام ٢ / ٢١٤، وابن عابدين ٣ / ٢٩٢، والمغني ٨ / ١٥٠
(٦) التاج والإكليل بهامش الحطاب ٦ / ٢٨٥ ليبيا.