الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٢٧ -
يَغِيبَ الشَّفَقُ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْل الأَْوَّل (١) وَالْعَتَمَةُ هِيَ شِدَّةُ الظُّلْمَةِ كَمَا يَقُول الْبُهُوتِيُّ (٢) .
١٨ - وَكَرِهَ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ تَسْمِيَتَهَا بِالْعَتَمَةِ لِمَا وَرَدَ مِنَ النَّهْيِ عَنْ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَال: لاَ تَغْلِبَنَّكُمُ الأَْعْرَابُ عَلَى اسْمِ صَلاَتِكُمْ، أَلاَ إِنَّهَا الْعِشَاءُ وَهُمْ يُعْتِمُونَ بِالإِْبِل (٣) مَعْنَاهُ: أَنَّهُمْ يُسَمُّونَهَا الْعَتَمَةَ لِكَوْنِهِمْ يُعْتِمُونَ بِحِلاَبِ الإِْبِل أَيْ يُؤَخِّرُونَهُ إِلَى شِدَّةِ الظَّلاَّمِ (٤) وَصَرَّحَ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ أَنَّ النَّهْيَ لِلتَّنْزِيهِ (٥) .
قَال النَّوَوِيُّ: إِنَّ هَذَا الاِسْتِعْمَال وَرَدَ فِي نَادِرِ الأَْحْوَال لِبَيَانِ الْجَوَازِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِحَرَامٍ، أَوْ أَنَّهُ خُوطِبَ بِهِ مَنْ قَدْ يَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْعِشَاءُ
_________
(١) حديث عائشة ﵂: " كانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل الأول ". أخرجه البخاري (فتح الباري ٢ / ٣٤٧ ط السلفية) من حديث عائشة ﵂.
(٢) مواهب الجليل للحطاب ١ / ٣٩٦، ومغني المحتاج ١ / ١٢٤، ١٢٥، المجموع للنووي ٣ / ٣٦، وكشاف القناع ١ / ٢٥٤.
(٣) حديث: " لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم ألا إنها العشاء وهم يعتمون بالإبل ". أخرجه مسلم (١ / ٤٤٥ ط الحلبي) وأبو داود (سنن أبي داود ٥ / ٢٦١ - ٢٦٢ ط عزت عبيد دعاس) من حديث - عبد الله بن عمر ﵄ مرفوعا.
(٤) الحطاب ١ / ٣٩٦، ومغني المحتاج ١ / ١٢٤، ١٢٥، والمجموع للنووي ٣ / ٣٦.
(٥) مغني المحتاج ١ / ١٢٥.