الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٢٧ -
وَهِيَ مِنْ أَعْلاَمِ الدِّينِ الظَّاهِرَةِ (١) .
وَقَدْ سَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ صَلاَةَ التَّرَاوِيحِ وَرَغَّبَ فِيهَا، فَقَال ﷺ: إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ صِيَامَ رَمَضَانَ عَلَيْكُمْ، وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ. . . (٢) وَرَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - قَال: كَانَ رَسُول اللَّهِ ﷺ يُرَغِّبُ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ (٣) فَيَقُول: مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (٤) قَال الْخَطِيبُ الشِّرْبِينِيُّ وَغَيْرُهُ: اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ صَلاَةَ التَّرَاوِيحِ هِيَ الْمُرَادَةُ بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ.
وَقَدْ صَلَّى النَّبِيُّ ﷺ بِأَصْحَابِهِ صَلاَةَ التَّرَاوِيحِ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي، وَلَمْ يُوَاظِبْ عَلَيْهَا، وَبَيَّنَ الْعُذْرَ فِي تَرْكِ الْمُوَاظَبَةِ وَهُوَ خَشْيَةُ أَنْ
_________
(١) الاختيار ١ / ٦٨، رد المحتار ١ / ٤٧٢، العدوي على كفاية الطالب ١ / ٣٥٢، ٢ / ٣٢١، الإقناع للشربيني ١ / ١٠٧، المجموع ٤ / ٣١، مطالب أولي النهى ١ / ٥٦٣.
(٢) حديث: " إن الله فرض صيام رمضان عليكم، وسننت لكم قيامه ". أخرجه النسائي (٤ / ١٥٨ - ط. المكتبة التجارية) من حديث عبد الرحمن بن عوف، وأشار قبلها إلى إعلال هذه الرواية.
(٣) المعنى: لا يأمرهم به أمر تحتيم وإلزام وهو العزيمة، بل أمر ندب وترغيب فيه بذكر فضله. المجموع ٤ / ٣١، الإقناع ١ / ١٠٧، الترغيب والترهيب ٢ / ٩٠.
(٤) حديث أبي هريرة: " كان رسول الله ﷺ يرغب في قيام رمضان ". أخرجه البخاري (الفتح ٤ / ٢٥٠ - ط السلفية)، ومسلم (١ / ٥٢٣ - ط. الحلبي) .