الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٢٧ -
جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ؛ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلاَتِي (١)؛ وَلأَِنَّهُ يَشْغَلُهُ عَنْ إِكْمَال الصَّلاَةِ (٢) .
٩٠ - اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى كَرَاهَةِ التَّخَصُّرِ - وَهُوَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ فِي الْقِيَامِ - لِقَوْل أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ -: نَهَى النَّبِيُّ ﷺ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُل مُتَخَصِّرًا (٣) .
قَال الدُّسُوقِيُّ: الْخَصْرُ: هُوَ مَوْضِعُ الْحِزَامِ مِنْ جَنْبِهِ، وَإِنَّمَا كُرِهَ ذَلِكَ لأَِنَّ هَذِهِ الْهَيْئَةَ تُنَافِي هَيْئَةَ الصَّلاَةِ.
قَال ابْنُ عَابِدِينَ: وَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ الْكَرَاهَةَ تَحْرِيمِيَّةٌ فِي الصَّلاَةِ لِلنَّهْيِ الْمَذْكُورِ.
وَصَرَّحَ الشَّافِعِيَّةُ بِجَوَازِ ذَلِكَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَالْحَاجَةِ (٤) .
٩١ - كَمَا اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى كَرَاهَةِ مَا كَانَ مِنَ الْعَبَثِ وَاللَّهْوِ كَفَرْقَعَةِ الأَْصَابِعِ وَتَشْبِيكِهَا لِقَوْل النَّبِيِّ ﷺ: لاَ تُفَقِّعْ أَصَابِعَكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي (٥) . وَلِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ: إِذَا تَوَضَّأَ
_________
(١) حديث عائشة: " أن النبي ﷺ صلى في خميصة لها أعلام. . . . ". أخرجه البخاري (الفتح ١ / ٤٨٢ - ط. السلفية)، ومسلم (١ / ٣٩١ - ط. الحلبي) .
(٢) مغني المحتاج ١ / ٢٠١، كشاف القناع ١ / ٣٧٠.
(٣) حديث: " نهى أن يصلي الرجل متخصرًا ". أخرجه البخاري (الفتح ٣ / ٨٨ - ط السلفية)، ومسلم (١ / ٣٨٧ - ط. الحلبي) .
(٤) حاشية ابن عابدين ١ / ٤٣٢، حاشية الدسوقي ١ / ٢٥٤، مغني المحتاج ١ / ٢٠٢، كشاف القناع ١ / ٣٧٢.
(٥) حديث: " لا تُفَقِّع أصابعك وأنت تصلي ". أخرجه ابن ماجه (١ / ٣١٠ - ط. الحلبي)، من حديث علي بن أبي طالب. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١ / ١٩٠ - ط. دار الجنان): هذا إسناد فيه الحارث بن عبد الله الأعور، وهو ضعيف. وقد اتهمه بعضهم.