الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٢٦ -
عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُول اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ قَال: فَقَال رَسُول اللَّهِ ﷺ: بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ (١) .
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَشْتَرِي أَعْدَالًا مِنْ سُكَّرٍ وَيَتَصَدَّقُ بِهَا، فَقِيل لَهُ: هَلاَّ تَصَدَّقْتَ بِقِيمَتِهَا؟ قَال: لأَِنَّ السُّكَّرَ أَحَبُّ إِلَيَّ فَأَرَدْتُ أَنْ أُنْفِقَ مِمَّا أُحِبُّ (٢) .
وَالْمُرَادُ بِالآْيَةِ حُصُول كَثْرَةِ الثَّوَابِ بِالتَّصَدُّقِ مِمَّا يُحِبُّهُ. وَلاَ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ الْمَال الْمُتَصَدَّقُ بِهِ كَثِيرًا، وَيُسْتَحَبُّ التَّصَدُّقُ وَلَوْ بِشَيْءٍ نَزْرٍ، قَال اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَمَنْ يَعْمَل مِثْقَال ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾ (٣) وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ (٤) .
وَنَهَى اللَّهُ ﷾ عَنِ التَّصَدُّقِ بِالرَّدِيءِ مِنَ الْمَال. قَال تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا
_________
(١) تفسير روح المعاني ٣ / ٢٢٢، ٢٢٣ وحديث " أن أبا طلحة كان أكثر الأنصار مالا من نخل " أخرجه البخاري (فتح الباري ٣ / ٣٢٥ ط. السلفية) واللفظ له، ومسلم (صحيح مسلم ٢ / ٦٩٣ ط. عيسى الحلبي) من حديث أنس مالك ﵁.
(٢) تفسير القرطبي ٤ / ١٣٣، وانظر في الموضوع كشاف القناع ٢ / ٢٩٩.
(٣) سورة الزلزلة / ٨.
(٤) كفاية الأخيار ١ / ١٢٥ وحديث: " اتقوا النار ولو بشق تمرة " أخرجه البخاري (فتح الباري ١٠ / ٤٤٨ ط. السلفية) ومسلم (صحيح مسلم ٣ / ٧٠٤ ط. عيسى الحلبي) مرفوعًا من حديث عدي بن حاتم ﵁.