الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٢٤ - حرف الزاي - زيارة النبي ﷺ - دليل مشروعية الزيارة
وَذَهَبَ الْفَقِيهُ الْمَالِكِيُّ أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ عِيسَى الْفَاسِيُّ إِلَى أَنَّهَا وَاجِبَةٌ (١) .
دَلِيل مَشْرُوعِيَّةِ الزِّيَارَةِ:
٣ - مِنْ أَدِلَّةِ مَشْرُوعِيَّةِ زِيَارَتِهِ ﷺ: قَوْله تَعَالَى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُول لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ (٢)
فَإِنَّهُ ﷺ حَيٌّ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، كَمَا أَنَّ الشُّهَدَاءَ أَحْيَاءٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ، وَقَدْ صَحَّ قَوْلُهُ ﷺ: الأَْنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ (٣)، وَإِنَّمَا قَال: هُمْ أَحْيَاءٌ أَيْ لأَِنَّهُمْ كَالشُّهَدَاءِ بَل أَفْضَل، وَالشُّهَدَاءُ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ، وَفَائِدَةُ التَّقْيِيدِ بِالْعِنْدِيَّةِ الإِْشَارَةُ إِلَى أَنَّ حَيَاتَهُمْ لَيْسَتْ بِظَاهِرَةٍ عِنْدَنَا وَهِيَ كَحَيَاةِ الْمَلاَئِكَةِ.
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ فِي حَدِيثِ الإِْسْرَاءِ قَال ﷺ: مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي
_________
(١) الشفا ٢ / ١٥٠، والمواهب اللدنية للقسطلاني مطبعة مصطفى شاهين ٢ / ٥٠٤، ونيل الأوطار للشوكاني المطبعة العثمانية ٥ / ٩٤.
(٢) سورة النساء / ٦٤.
(٣) حديث: " الأنبياء أحياء في قبورهم ". أخرجه أبو يعلى كما في الجامع الصغير (بشرحه الفيض - ٣ / ١٨٤ - ط المكتبة التجارية) وقال المناوي: حديث صحيح.