الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٢٢

الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ٢٢

حرف الراء

رأس

الأحكام المتعلقة بالرأس

ضرب الرأس في الحد، والتأديب

اليمين على أكل الرءوس

رأس المال

مواطن البحث

رؤيا

الألفاظ ذات الصلة

الإلهام

الحلم

الرؤيا الصالحة ومنزلتها

في المنام

أو فعله في الرؤيا

تعبير الرؤيا

رؤية

الإدراك

الحكم التكليفي

ما يتعلق بالرؤية من أحكام

رؤية الأجنبيات والمحارم

رؤية المتيمم الماء

رؤية المبيع

الرؤية المعتبرة

رؤية المشهود به

أثر الرؤية

رؤية الهلال

التعريف

طلب رؤية الهلال

طرق إثبات الهلال

أولا الرؤية بالعين

الرؤية من الجم الغفير الذين تحصل بهم الاستفاضة

رؤية عدلين

رؤية عدل واحد

رؤية هلال شوال وبقية الشهور

رؤية الهلال نهارا

ثانيا إكمال الشهر ثلاثين

توالي الغيم

صوم من اشتبهت عليه الأشهر

ثالثا إثبات الأهلة بالحساب الفلكي

رأي القائلين بالحساب

آراء القائلين بعدم إثبات الأهلة بالحساب وأدلتهم

التفسير الأول

اختلاف المطالع

أثر الخطأ في رؤية الهلال

تبليغ الرؤية

الأدعية المأثورة عند رؤية الهلال

رائحة

الحكم الإجمالي

الرائحة في باب الطهارة

رائحة الطيب في حق المحرم

الرائحة الطيبة والرائحة الكريهة في المساجد

التلف بسبب الرائحة

ثبوت حد الشرب بوجود الرائحة

منع الزوجة من أكل ما يتأذى الزوج من رائحته

رابغ

راتب

السنن الرواتب من الصلوات

المؤذن الراتب

الإمام الراتب

راكب

راهب

الأحبار

الأحكام التي تتعلق بالراهب

قتل الراهب في الجهاد

وضع الجزية على الرهبان

ربا

البيع

العرايا

حكمة تحريم الربا

أقسام الربا

ربا البيع (ربا الفضل)

ربا النسيئة

أثر الربا في العقود

الخلاف في ربا الفضل

انقراض الخلاف في ربا الفضل ودعوى الإجماع على تحريمه

الأحاديث الدالة على تحريم ربا الفضل

الأجناس التي نص على تحريم الربا فيها

الاختلاف في غير هذه الأجناس

علة تحريم الربا في الأجناس المنصوص عليها

من أحكام الربا

من مسائل الربا

العينة

بيع الأعيان غير الربوية

بيع العين بالتبر، والمصنوع بغيره

الربا في دار الحرب

مسألة مد عجوة

رباط

فضل الرباط

المحل الذي يتحقق فيه الرباط

مدة الرباط

الرباطات المسبلة

رباع

ما يتعلق بالرباع من أحكام

رباع مكة المكرمة

الشفعة في الرباع

وقف الرباع

ربح

النماء

الربح في المضاربة

الربح في الشركة

زكاة ربح التجارة

ربض

الحريم

الحكم الإجمالي ومواطن البحث

صلاة الجمعة والعيدين في الأرباض باعتبارها خارج البلد

الربض بالمعنى الثاني (مأوى الغنم)

ربيئة

الرصدي

حكم الربيئة في القصاص

حكم الربيئة في قطع الطريق

ربيبة

أثر موت الزوجة في تحريم الربيبة

تحريم بنات الربيبة وبنات أبنائها

رتق

أثر الرتق في فسخ النكاح

إجبار الرتقاء على مداواة رتقها

قسم الزوج لزوجته الرتقاء

رثاء

التأبين

رجب

رجحان (ترجيح)

أحكام الترجيح

حكم العمل بالدليل الراجح

الطرق الموصلة إلى معرفة الراجح من الأدلة

القسم الأول

النوع الأول

النوع الثاني

النوع الثالث ما يتعلق بالترجيح بأمر خارج وقد أثبته غير الحنفية

القسم الثاني

رجس

رجعة

دليل مشروعية الرجعة وحكمتها

شروط الرجعة

الشرط الأول

الشرط الثالث

الشرط السادس

الشرط السابع

كيفية الرجعة

أولا الرجعة بالقول

ثانيا الرجعة بالفعل

أولا صحة الرجعة بالوطء

ثانيا مقدمات الوطء

أحكام الرجعة

الإشهاد على الرجعة

سفر الزوج بالمطلقة الرجعية

تزين المطلقة الرجعية وتشوفها لزوجها

اختلاف الزوجين في الرجعة

رجل

لبس الحرير

استعمال الرجل الذهب أو الفضة

عورة الرجل في الصلاة وخارجها

و- كون الرجل إماما في الصلاة دون المرأة

دية الرجل

اختصاص الشهادة في غير الأموال بالرجال دون النساء

الرجل والولاية

الوضوء

حد السرقة

قاطع الطريق

هل الرجل من العورة؟

رجم

كيفية الرجم

تكفين المرجوم والصلاة عليه

رجم الحامل

رجوع

الرد

النقض

ما يتعلق بالرجوع من أحكام

أسباب الرجوع

أولا الرجوع في الأقوال والتصرفات

١ - الرجوع في الحكم والفتوى

خفاء الدليل

استظهار المجتهد رأي مجتهد آخر

اقتضاء المصلحة

تغير اجتهاد القاضي

تغير اجتهاد المفتي

٢ - الرجوع في العقود

الرجوع في العقود غير اللازمة

٣ - الرجوع بالإقالة

٤ - الرجوع بسبب الإفلاس

٥ - الرجوع بسبب الموت

٦ - الرجوع بسبب الاستحقاق

٧ - الرجوع بسبب الأداء ووجود الإذن

ثانيا الرجوع من المكان وإليه

رجوع من جاوز الميقات المكاني للحج دون إحرام

رجوع المعتدة إلى منزل العدة

الرجوع عند عدم الإذن

الرجوع من السفر لحق الزوجة

الرجوع عند وجود المنكر

ثالثا امتناع الرجوع

حكم الشرع

العقود اللازمة

الإسقاط

رابعا ما يكون به الرجوع

خامسا ارتجاع الزوجة

سادسا أثر الرجوع

أثر الرجوع عن الشهادة

أثر الرجوع عن الإقرار

أثر الرجوع عن الإسلام وإليه

رحم

رخصة

العزيمة

رفع الحرج

النسخ

الصيغ التي تدل على الرخصة

مادتها

الاستثناء من حكم عام

أقسام الرخصة

باعتبار حكمها

باعتبار الحقيقة والمجاز

القسم الأول رخص حقيقية

القسم الثاني رخص مجازية

تقسيم الرخص حسب التخفيف

النوع الأول تخفيف إسقاط

النوع الثالث تخفيف إبدال

النوع الرابع تخفيف تقديم

تقسيم الرخص باعتبار أسبابها

رخص سببها الضرورة

رخص سببها الحاجة

القياس على الرخص

الأخذ بالرخص أو العزائم

آراء العلماء في تتبع الرخص

الرخص إضافية

رخم

ردء

حق الردء في الغنائم

الردء في الجنايات

الردء في قطع الطريق (الحرابة)

الردء فيما يوجب القصاص

أثر الردء في منع الإرث

رداء

الحكم الشرعي

تحويل الرداء في دعاء الاستسقاء

رداءة

الأحكام المتعلقة بالرداءة

إخراج الرديء عن الجيد في الزكاة

بيع الجيد بالرديء

ذكر الرداءة في المسلم فيه

ذكر الجودة والرداءة في الحوالة

قبول الرديء عن الجيد في القرض

رد

الرد في العقود

موجبات الرد

مسقطات الرد في العقود

أنواع الرد

رد السلام

رد الشهادة

رد مال الغير

مؤنة الرد

ردة

شرائط الردة

ردة الصبي

المرتد قبل البلوغ لا يقتل

ردة السكران

المكره على الردة

ما يوجب الردة من الاعتقاد

حكم سب الله تعالى

هل يقتل الساب ردة أم حدا؟

حكم سب زوجات النبي ﷺ

حكم من قال لمسلم يا كافر

ما يوجب الردة من الأفعال

الردة لترك الصلاة

جنايات المرتد والجناية عليه

جناية المرتد على النفس

جناية المرتد على ما دون النفس

زنى المرتد

مسئولية المرتد عن جناياته قبل الردة

الارتداد الجماعي

الجناية على المرتد

ثبوت الردة

حكمها

كيفية توبة المرتد

توبة ساب الله تعالى أو رسوله

توبة من تكررت ردته

قتل المرتد

ديون المرتد

أموال المرتد وتصرفاته

أثر الردة على الزواج

مصير أولاد المرتد

إرث المرتد

أثر الردة في إحباط العمل

تأثير الردة على الصلاة والصوم والزكاة

ذبائح المرتد

رزق

العطاء

أخذ الرزق للإعانة على الطاعة

وفيما يلي بعض الأحكام المتصلة بالرزق

وظائف الإمام في القسمة على أهل الجهاد من المرتزقة

القول الضابط فيمن يرعاه الإمام

رسالة

رسغ

مسح اليدين إلى الرسغين في التيمم

موضع القطع من اليد في السرقة

رسول

حكم من سب رسولا من الرسل عليهم الصلاة والسلام

حمى الرسول

رسل أهل الحرب والموادعة

رشد

الأهلية

التبذير

وقت الرشد وكيفية معرفته

دفع المال إلى الحر البالغ العاقل غير الرشيد

رشوة

المصانعة

الهدية

الصدقة

أحكام الرشوة

أقسام الرشوة

قسم الحنفية الرشوة إلى أربعة أقسام منها

حكم الرشوة بالنسبة للمرتشي

الإمام والولاة

القاضي

المفتي

حكم الرشوة بالنسبة للراشي

الحاج

حكم القاضي

أثر الرشوة

دعوى الرشوة على القاضي

المال المأخوذ

رضا

القصد

حقيقة الرضا وعلاقته بالاختيار

آثار هذا الاختلاف

عيوب الرضا

وسائل التعبير عن الرضا

دلالة الإشارة على الرضا

دلالة السكوت على الرضا

رضاع

الحضانة

أولا حكم الإرضاع

حق الأم في الرضاع

حق الأم في أجرة الرضاع

الرضاع المحرم، ودليل التحريم

التحريم بلبن المرأة الميتة

تقدم الحمل على الرضاع

ثانيا اللبن

اشتراط تعدد الرضعات

ثالثا الرضيع

ألا يبلغ الرضيع حولين

تحريم النكاح بالرضاع

١ - ما يحرم على الرضيع

٣ - الفحل صاحب اللبن

ثبوت الأبوة ولو بعد الطلاق أو الموت

ثبوت الحرمة بلبن من زنى

المحرمات بالمصاهرة المتعلقة بالرضاع

الرضاع الطارئ على النكاح

ما يثبت به الرضاع

الرجوع عن الإقرار

إقرار الزوجة بالرضاع

نصاب الشهادة على الرضاع

قبول شهادة أمي الزوجين بالرضاع

شهادة المرضعة

صلة المرضعة وذويها

رضخ

السهم

السلب

أصحاب الرضخ

محل الرضخ

رطل

رطوبة

رطوبة فرج المرأة

رطوبة فرج الحيوان

ملاقي رطوبة النجاسة

المني الرطب

رعاف

الأحكام المتعلقة بالرعاف

انتقاض الوضوء بالرعاف

بناء الراعف على صلاته

أثر الرعاف على الصوم

رعي

رعي حشيش الحرم

أخذ العوض عن الرعي في الحمى

ضمان الراعي

سقي الراعي من لبن الغنم التي يرعاها

رغائب

الرغيبة بمعنى سنة الفجر

رفادة

العمارة

رفث

الرفث في الصوم

الرفث في الاعتكاف

الرفث في الإحرام

رفض

الفسخ

الأحكام المتعلقة بالرفض

رفض نية الوضوء

رفض نية الصوم

رفض الحج أو العمرة

الأولى الإحرام بالحج قبل البدء بطواف العمرة

الصورة الثانية الإحرام بالحج بعد تمام طواف العمرة

الثالثة الإحرام بالحج بعد أن طاف أقل أشواط العمرة

أثر الرفض وجزاؤه

الرخصة

رفع الحرج من مقاصد الشريعة

ينقسم الحرج من حيث الجملة إلى قسمين

شروط الحرج المرفوع

أسباب رفع الحرج

كيفية رفع الحرج

رفع الحرج ابتداء

رفع الحرج عند تحقق وجوده

تعارض رفع الحرج مع النص

قواعد الأدلة الأصولية والقواعد الفقهية المراعى فيها رفع الحرج

رفق

حكمه التكليفي

رفق الله ﷾ بالمكلفين

رفق الإمام بالمأمومين

الرفق بالغير وتجنب إيذائه في مواطن الازدحام للعبادة

الرفق في تغيير المنكر

الرفق بالخدم

الرفق بالحيوان

رفقة

الركب

اشتراط وجود رفقة في وجوب الحج

بيع الرفقة متاع من مات منهم

سؤال المسافر رفقته عن الماء

جواز السفر في يوم الجمعة خشية فوات الرفقة

تراجم فقهاء الجزء الثاني والعشرين

ابن إسحاق (؟ - ١٥١ هـ) .

ابن تيمية (٥٩٠ - ٦٥٣هـ) .

ابن الوكيل (؟ - ٧٣٨ هـ)

الأبهري (٢٨٩ - ٣٧٥ هـ)

أبو بكر الفارسي (توفى في حدود ٣٥٠ هـ) .

أبو سعيد المقبري (؟ - ١٠٠ هـ) .

أبو القاسم الأنماطي (؟ - ٢٨٨ هـ) .

الأعمش (٦١ - ١٤٨هـ) .

أيوب السختياني (٦٦ - ١٣١ هـ) .

الرهوني (؟ - ١٢٣٠ هـ)

زياد بن الحارث الصدائي (؟ -؟)

سليمان التيمي (؟ - ١٤٣ هـ)

الشريف أبو جعفر (٤١١ - ٤٧٠ هـ)

عبيدة السلماني (؟ - ٧٢ هـ)

الكرابسي (؟ - ٢٤٨ هـ)

محمد بن عبد الحكم (١٨٢ - ٢٦٨ هـ)

مطرف بن عبد الله بن الشخير (؟ - ٨٧ هـ)

معمر بن عبد الله (؟ -؟)

رَأْسٌ

التَّعْرِيفُ:

١ - الرَّأْسُ مُفْرَدٌ، وَجَمْعُ الْقِلَّةِ فِيهِ: أَرْؤُسٌ، وَجَمْعُ الْكَثْرَةِ رُءُوسٌ.

وَهُوَ فِي اللُّغَةِ: أَعْلَى كُل شَيْءٍ، وَيُطْلَقُ مَجَازًا عَلَى سَيِّدِ الْقَوْمِ، وَعَلَى الْقَوْمِ إِذَا كَثُرُوا وَعَزُّوا. وَرَأْسُ الْمَال: أَصْلُهُ (١) .

وَالاِصْطِلاَحُ الشَّرْعِيُّ لاَ يَخْرُجُ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ.

الأَْحْكَامُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالرَّأْسِ:

٢ - تَخْتَلِفُ الأَْحْكَامُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالرَّأْسِ بِاخْتِلاَفِ مَوْضُوعِ الْحُكْمِ.

فَفِي الْوُضُوءِ يَجِبُ الْمَسْحُ بِالرَّأْسِ بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاءِ. وَأَمَّا مِقْدَارُ مَا يُمْسَحُ فَفِيهِ خِلاَفٌ وَتَفْصِيلٌ يُرْجَعُ إِلَيْهِ فِي مُصْطَلَحِ: (وُضُوءٌ) .

وَفِي الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ يَحْرُمُ عَلَى الرَّجُل الْمُحْرِمِ تَغْطِيَةُ الرَّأْسِ أَوْ جُزْءٍ مِنْهُ، وَتَجِبُ الْفِدْيَةُ فِيهِ. وَتَفْصِيل ذَلِكَ فِي مُصْطَلَحِ: (إِحْرَامٌ) .

وَفِي الْجِنَايَةِ عَلَى الرَّأْسِ قِصَاصٌ، أَوْ دِيَةٌ، أَوْ

_________

(١) تاج العروس، متن اللغة.

أَرْشٌ. وَتَفْصِيل ذَلِكَ فِي مُصْطَلَحِ: (جِنَايَةٌ، دِيَةٌ، أَرْشٌ) .

كَشْفُ الرَّأْسِ فِي الصَّلاَةِ:

٣ - لاَ خِلاَفَ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ فِي اسْتِحْبَابِ سَتْرِ الرَّأْسِ فِي الصَّلاَةِ لِلرَّجُل، بِعِمَامَةٍ وَمَا فِي مَعْنَاهَا، لأَِنَّهُ ﷺ كَانَ كَذَلِكَ يُصَلِّي (١) .

أَمَّا الْمَرْأَةُ فَيَجِبُ عَلَيْهَا سَتْرُ رَأْسِهَا فِي الصَّلاَةِ. وَتَفْصِيل ذَلِكَ فِي مُصْطَلَحَيْ: (صَلاَةٌ وَعَوْرَةٌ) .

سَتْرُ الرَّأْسِ عِنْدَ دُخُول الْخَلاَءِ:

٣ - يُسْتَحَبُّ أَنْ لاَ يَدْخُل الْخَلاَءَ حَاسِرَ الرَّأْسِ (٢)، لِخَبَرِ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا دَخَل الْخَلاَءَ لَبِسَ حِذَاءَهُ، وَغَطَّى رَأْسَهُ (٣) .

ضَرْبُ الرَّأْسِ فِي الْحَدِّ، وَالتَّأْدِيبِ:

٤ - ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّهُ لاَ يُضْرَبُ رَأْسُ الْمَجْلُودِ لِلْحَدِّ أَوِ التَّعْزِيرِ؛ لأَِنَّهُ مِنَ الْمَقَاتِل، وَرُبَّمَا

_________

(١) حديث: " أن النبي ﷺ كان يصلي بالعمامة " ذكره صاحب كشاف القناع (١ / ٢٦٧ - ط عالم الكتب) نقلًا عن المجد ابن تيمية في شرحه. وانظر: فتح القدير ١ / ٢٩٧، وكشاف القناع ١ / ٢٦٦ - ٢٦٧، وأسنى المطالب ١ / ١٧٨، وروضة الطالبين ١ / ٢٨٨.

(٢) روضة الطالبين ١ / ٦٦، وكشاف القناع ١ / ٥٩، ابن عابدين ١ / ٢٣٠.

(٣) حديث: " أن النبي ﷺ كان إذا دخل الخلاء. . . " ذكره صاحب كشاف القناع ١ / ٥٩ - ط عالم الكتب) وعزاه إلى ابن سعد من حديث حبيب بن صالح مرسلًا.

يُفْضِي ضَرْبُهُ إِلَى ذَهَابِ سَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَعَقْلِهِ، أَوْ قَتْلِهِ، وَالْمَقْصُودُ تَأْدِيبُهُ لاَ قَتْلُهُ، وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ ﵁ أَنَّهُ قَال لِلْجَلاَّدِ: اتَّقِ الْوَجْهَ، وَالرَّأْسَ.

وَقَال أَبُو يُوسُفَ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ: إِنَّهُ يُضْرَبُ الرَّأْسُ فِي الْحَدِّ وَالتَّعْزِيرِ؛ لأَِنَّهُ لاَ يُخَافُ التَّلَفُ بِسَوْطٍ أَوْ سَوْطَيْنِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ ﵁ أَنَّهُ قَال: اضْرِبُوا الرَّأْسَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ فِيهِ، وَهَذَا هُوَ الرَّاجِحُ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ (١) .

الْيَمِينُ عَلَى أَكْل الرُّءُوسِ:

٥ - إِذَا حَلَفَ لاَ يَأْكُل رَأْسًا وَأَطْلَقَ، حُمِل عَلَى رُءُوسِ الأَْنْعَامِ، وَهِيَ الْغَنَمُ، وَالإِْبِل، وَالْبَقَرُ؛ لأَِنَّهَا هِيَ الَّتِي تُبَاعُ وَتُشْتَرَى فِي السُّوقِ مُنْفَرِدَةً، وَهِيَ الْمُتَعَارَفَةُ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ عَلَى الصَّحِيحِ عِنْدَهُمْ، وَأَبُو حَنِيفَةَ. وَقَال الصَّاحِبَانِ: يُحْمَل عَلَى رَأْسِ الْغَنَمِ، وَهُوَ قَوْلٌ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ، أَمَّا إِنْ عَمَّمَ أَوْ خَصَّصَ فَإِنَّهُ يُتَّبَعُ، وَإِنْ قَصَدَ مَا يُسَمَّى رَأْسًا حَنِثَ بِالْكُل (٢) .

وَتَفْصِيل ذَلِكَ فِي مَبَاحِثِ الأَْيْمَانِ مِنْ كُتُبِ الْفِقْهِ.

أَمَّا مَا يَتَعَلَّقُ بِشَعْرِ الرَّأْسِ مِنَ الأَْحْكَامِ فَيُنْظَرُ فِي مُصْطَلَحِ: (شَعْرٌ) .

_________

(١) الاختيار ٤ / ٨٥، ومغني المحتاج ٤ / ١٩٠، والمغني ٨ / ٣١٤، ومواهب الجليل ٦ / ٣١٨.

(٢) مغني المحتاج ٤ / ٣٣٥، والاختيار ٤ / ٦٤، وابن عابدين ٣ / ٩١، وأسنى المطالب ٤ / ٢٥٥.

رَأْسُ الْمَال

التَّعْرِيفُ:

١ - رَأْسُ الْمَال فِي اللُّغَةِ: أَصْل الْمَال بِلاَ رِبْحٍ وَلاَ زِيَادَةٍ، وَهُوَ جُمْلَةُ الْمَال الَّتِي تُسْتَثْمَرُ فِي عَمَلٍ مَا (١) . قَال اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ﴾ (٢) .

وَفِي الاِصْطِلاَحِ لاَ يَخْرُجُ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ.

مَوَاطِنُ الْبَحْثِ:

٢ - يُذْكَرُ هَذَا الْمُصْطَلَحُ فِي: الزَّكَاةِ، وَالشَّرِكَةِ، وَالْمُضَارَبَةِ، وَالسَّلَمِ، وَالرِّبَا، وَالْقَرْضِ، وَبُيُوعِ الأَْمَانَاتِ، وَالْمُرَابَحَةِ، وَالتَّوْلِيَةِ، وَالْحَطِيطَةِ. وَيُرْجَعُ إِلَى الأَْحْكَامِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهَذَا الْمُصْطَلَحِ فِي مَظَانِّهَا الْمَذْكُورَةِ.

_________

(١) لسان العرب، وتاج العروس، والمعجم الوسيط.

(٢) سورة البقرة / ٢٧٩.

رُؤْيَا

التَّعْرِيفُ:

١ - الرُّؤْيَا عَلَى وَزْنِ فُعْلَى مَا يَرَاهُ الإِْنْسَانُ فِي مَنَامِهِ، وَهُوَ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ لأَِلِفِ التَّأْنِيثِ كَمَا فِي الْمِصْبَاحِ، وَتُجْمَعُ عَلَى رُؤًى.

وَأَمَّا الرُّؤْيَةُ بِالْهَاءِ فَهِيَ رُؤْيَةُ الْعَيْنِ وَمُعَايَنَتُهَا لِلشَّيْءِ كَمَا فِي الْمِصْبَاحِ، وَتَأْتِي أَيْضًا بِمَعْنَى الْعِلْمِ كَمَا فِي الصِّحَاحِ وَاللِّسَانِ، فَإِنْ كَانَتْ بِمَعْنَى النَّظَرِ بِالْعَيْنِ فَإِنَّهَا تَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، وَإِنْ كَانَتْ بِمَعْنَى الْعِلْمِ فَإِنَّهَا تَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ (١) .

وَالرُّؤْيَا فِي الاِصْطِلاَحِ لاَ تَخْرُجُ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ.

الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:

أ - الإِْلْهَامُ:

٢ - الإِْلْهَامُ فِي اللُّغَةِ: تَلْقِينُ اللَّهِ ﷾ الْخَيْرَ لِعَبْدِهِ، أَوْ إِلْقَاؤُهُ فِي رُوعِهِ (٢) .

_________

(١) المصباح، والقاموس مادة: (روى)، الصحاح واللسان، مادة: (رأى)، والكليات ٢ / ٣٨٤ ط - دمشق.

(٢) القاموس، واللسان، والصحاح، مادة: (لهم) .

وَفِي الاِصْطِلاَحِ: إِيقَاعُ شَيْءٍ يَطْمَئِنُّ لَهُ الصَّدْرُ يَخُصُّ بِهِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بَعْضَ أَصْفِيَائِهِ (١) .

وَتَفْصِيل ذَلِكَ فِي مُصْطَلَحِ: (إِلْهَامٌ) .

وَالْفَرْقُ بَيْنَ الرُّؤْيَا وَالإِْلْهَامِ أَنَّ الإِْلْهَامَ يَكُونُ فِي الْيَقَظَةِ، بِخِلاَفِ الرُّؤْيَا فَإِنَّهَا لاَ تَكُونُ إِلاَّ فِي النَّوْمِ.

ب - الْحُلُمُ:

٣ - الْحُلُمُ بِضَمِّ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَضَمِّ اللاَّمِ وَقَدْ تُسَكَّنُ تَخْفِيفًا هُوَ الرُّؤْيَا، أَوْ هُوَ اسْمٌ لِلاِحْتِلاَمِ وَهُوَ الْجِمَاعُ فِي النَّوْمِ (٢) . وَالْحُلُمُ وَالرُّؤْيَا وَإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا يَحْدُثُ فِي النَّوْمِ إِلاَّ أَنَّ الرُّؤْيَا اسْمٌ لِلْمَحْبُوبِ فَلِذَلِكَ تُضَافُ إِلَى اللَّهِ ﷾، وَالْحُلُمُ اسْمٌ لِلْمَكْرُوهِ فَيُضَافُ إِلَى الشَّيْطَانِ لِقَوْلِهِ ﷺ: الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ (٣)، وَقَال عِيسَى بْنُ دِينَارٍ: الرُّؤْيَا رُؤْيَةُ مَا يُتَأَوَّل عَلَى الْخَيْرِ وَالأَْمْرِ الَّذِي يُسَرُّ بِهِ، وَالْحُلُمُ هُوَ الأَْمْرُ الْفَظِيعُ الْمَجْهُول يُرِيهِ الشَّيْطَانُ لِلْمُؤْمِنِ لِيُحْزِنَهُ وَلِيُكَدِّرَ عَيْشَهُ (٤) .

_________

(١) كشاف اصطلاحات الفنون.

(٢) القاموس المحيط، مادة: (حلم)، صحيح مسلم بشرح النووي ١٥ / ١٦ ط - المصرية، تفسير القرطبي ٩ / ١٢٤ ط - المصرية.

(٣) حديث: " الرؤيا من الله والحلم من الشيطان " أخرجه البخاري الفتح (١٢ / ٣٦٩ - ط السلفية)، ومسلم (٤ / ١٧٧١ - ط الحلبي)، من حديث أبي قتادة، وعند البخاري: " الرؤيا الصادقة ".

(٤) المنتقى ٧ / ٢٧٧ ط - العربي.

ج - الْخَاطِرُ:

٤ - الْخَاطِرُ هُوَ الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ مِنْ مَرَاتِبِ حَدِيثِ النَّفْسِ، وَمَعْنَاهُ فِي اللُّغَةِ مَا يَخْطِرُ فِي الْقَلْبِ مِنْ تَدْبِيرِ أَمْرٍ، وَفِي الاِصْطِلاَحِ مَا يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ مِنَ الْخِطَابِ أَوِ الْوَارِدُ الَّذِي لاَ عَمَل لِلْعَبْدِ فِيهِ، وَالْخَاطِرُ غَالِبًا يَكُونُ فِي الْيَقَظَةِ بِخِلاَفِ الرُّؤْيَا (١) .

د - الْوَحْيُ:

٥ - مِنْ مَعَانِيهِ فِي اللُّغَةِ كَمَا قَال ابْنُ فَارِسٍ الإِْشَارَةُ وَالرِّسَالَةُ وَالْكِتَابَةُ وَكُل مَا أَلْقَيْتَهُ إِلَى غَيْرِك لِيَعْلَمَهُ، وَهُوَ مَصْدَرُ وَحَى إِلَيْهِ يَحِي مِنْ بَابِ وَعَدَ، وَأَوْحَى إِلَيْهِ بِالأَْلِفِ مِثْلُهُ، ثُمَّ غَلَبَ اسْتِعْمَال الْوَحْيِ فِيمَا يُلْقَى إِلَى الأَْنْبِيَاءِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى (٢) . فَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرُّؤْيَا وَاضِحٌ، وَرُؤْيَا الأَْنْبِيَاءِ وَحْيٌ، وَفِي الْحَدِيثِ: أَوَّل مَا بُدِئَ بِهِ النَّبِيُّ ﷺ مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ (٣) .

الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ وَمَنْزِلَتُهَا:

٦ - الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ حَالَةٌ شَرِيفَةٌ وَمَنْزِلَةٌ رَفِيعَةٌ كَمَا

_________

(١) المصباح مادة: (مطر)، والمنثور للزركشي ٢ / ٣٣ ط - الأولى، والتعريفات للجرجاني / ١٢٩ ط - العربي، والكليات ٢ / ٣٠٩ ط - دمشق.

(٢) المصباح مادة: (وحي) .

(٣) حديث: " أول ما بدئ به النبي ﷺ من الوحي الرؤيا الصادقة " أخرجه البخاري (الفتح ١ / ٢٢ - ط السلفية) من حديث عائشة.

ذَكَرَ الْقُرْطُبِيُّ، قَال رَسُول اللَّهِ ﷺ: لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلاَّ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ الصَّالِحُ أَوْ تُرَى لَهُ (١) . وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْل مِصْرَ سَأَل أَبَا الدَّرْدَاءِ ﵁ عَنْ قَوْله تَعَالَى: ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (٢) قَال: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُول اللَّهِ ﷺ عَنْهَا، فَقَال: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرُك مُنْذُ أُنْزِلَتْ، هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ (٣) .

وَقَدْ حَكَمَ رَسُول اللَّهِ ﷺ أَنَّ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةَ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ (٤) وَرُوِيَ غَيْرَ ذَلِكَ.

وَالْمُرَادُ بِالرُّؤْيَا الصَّالِحَةِ غَالِبُ رُؤَى الصَّالِحِينَ

_________

(١) حديث: " لم يبق من مبشرات النبوة. . . . " أخرجه مسلم (١ / ٣٤٨ - ط الحلبي) من حديث ابن عباس.

(٢) سورة يونس / ٦٤.

(٣) حديث أبي الدرداء: ما سألني عنها أحد غيرك. أخرجه الترمذي (٥ / ٢٨٦ - ٢٨٧ - ط الحلبي)، وفي إسناده جهالة، ولكن له شاهد من حديث عبادة بن الصامت، أخرجه أحمد (٥ / ٣١٥ - ط الميمنية) وآخر من حديث أبي هريرة أخرجه الطبري في تفسيره (١٥ / ١٣١ - ط المعارف) يتقوى به.

(٤) فتح الباري ١٢ / ٣٦٢ - ٣٦٣ ط الرياض، صحيح مسلم بشرح النووي ١٥ / ٢٠ - ٢١ ط المصرية، تحفة الأحوذي ٦ / ٥٤٩ ط. الفجالة، وتفسير القرطبي ٩ / ١٢٢ - ١٢٣ ط المصرية. وحديث: " الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة " أخرجه البخاري (الفتح ١٢ / ٣٧٣ - ط السلفية) من حديث أبي سعيد الخدري.

كَمَا قَال الْمُهَلَّبُ، وَإِلاَّ فَالصَّالِحُ قَدْ يَرَى الأَْضْغَاثَ وَلَكِنَّهُ نَادِرٌ لِقِلَّةِ تَمَكُّنِ الشَّيْطَانِ مِنْهُمْ، بِخِلاَفِ عَكْسِهِمْ، فَإِنَّ الصِّدْقَ فِيهَا نَادِرٌ لِغَلَبَةِ تَسَلُّطِ الشَّيْطَانِ عَلَيْهِمْ، فَالنَّاسُ عَلَى هَذَا ثَلاَثُ دَرَجَاتٍ.

- الأَْنْبِيَاءُ وَرُؤَاهُمْ كُلُّهَا صِدْقٌ، وَقَدْ يَقَعُ فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَى تَعْبِيرٍ.

- وَالصَّالِحُونَ وَالأَْغْلَبُ عَلَى رُؤَاهُمُ الصِّدْقُ، وَقَدْ يَقَعُ فِيهَا مَا لاَ يَحْتَاجُ إِلَى تَعْبِيرٍ.

- وَمَنْ عَدَاهُمْ وَقَدْ يَقَعُ فِي رُؤَاهُمُ الصِّدْقُ وَالأَْضْغَاثُ.

وَقَال الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْعَرَبِيُّ: إِنَّ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ الصَّالِحِ هِيَ الَّتِي تُنْسَبُ إِلَى أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ لِصَلاَحِهَا وَاسْتِقَامَتِهَا، بِخِلاَفِ رُؤْيَا الْفَاسِقِ فَإِنَّهَا لاَ تُعَدُّ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ، وَقِيل تُعَدُّ مِنْ أَقْصَى الأَْجْزَاءِ، وَأَمَّا رُؤْيَا الْكَافِرِ فَلاَ تُعَدُّ أَصْلًا. وَقَرِيبٌ مِنْ ذَلِكَ مَا قَالَهُ الْقُرْطُبِيُّ مِنْ أَنَّ الْمُسْلِمَ الصَّادِقَ الصَّالِحَ هُوَ الَّذِي يُنَاسِبُ حَالُهُ حَال الأَْنْبِيَاءِ فَأُكْرِمَ بِنَوْعٍ مِمَّا أُكْرِمَ بِهِ الأَْنْبِيَاءُ وَهُوَ الاِطِّلاَعُ عَلَى الْغَيْبِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْفَاسِقُ وَالْمُخَلِّطُ فَلاَ، وَلَوْ صَدَقَتْ رُؤْيَاهُمْ أَحْيَانًا فَذَاكَ كَمَا قَدْ يَصْدُقُ الْكَذُوبُ، وَلَيْسَ كُل مَنْ حَدَّثَ عَنْ غَيْبٍ يَكُونُ خَبَرُهُ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ كَالْكَاهِنِ وَالْمُنَجِّمِ (١) .

_________

(١) فتح الباري (١٢ / ٣٦٢ - ٣٩١ ط - الرياض، وصحيح مسلم بشرح النووي ١٥ / ٢٠ - ٢١ ط المصرية، وتفسير القرطبي ٩ / ١٢٤ ط الأولى.

هَذَا، وَقَدِ اسْتُشْكِل كَوْنُ الرُّؤْيَا جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ مَعَ أَنَّ النُّبُوَّةَ انْقَطَعَتْ بِمَوْتِ النَّبِيِّ ﷺ كَمَا ذَكَرَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ فَقِيل فِي الْجَوَابِ: إِنْ وَقَعَتِ الرُّؤْيَا مِنَ النَّبِيِّ ﷺ فَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ حَقِيقَةً، وَإِنْ وَقَعَتْ مِنْ غَيْرِ النَّبِيِّ فَهِيَ جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ النُّبُوَّةِ عَلَى سَبِيل الْمَجَازِ. وَقَال الْخَطَّابِيُّ: قِيل مَعْنَاهُ: أَنَّ الرُّؤْيَا تَجِيءُ عَلَى مُوَافَقَةِ النُّبُوَّةِ لاَ أَنَّهَا جُزْءٌ بَاقٍ مِنَ النُّبُوَّةِ، وَقِيل الْمَعْنَى: إِنَّهَا جُزْءٌ مِنْ عِلْمِ النُّبُوَّةِ؛ لأَِنَّ النُّبُوَّةَ وَإِنِ انْقَطَعَتْ فَعِلْمُهَا بَاقٍ (١) .

رُؤْيَا اللَّهِ ﷾ فِي الْمَنَامِ:

٧ - اخْتُلِفَ فِي جَوَازِ رُؤْيَتِهِ ﷾ فِي الْمَنَامِ فَقِيل: لاَ تَقَعُ، لأَِنَّ الْمَرْئِيَّ فِيهِ خَيَالٌ وَمِثَالٌ، وَذَلِكَ عَلَى الْقَدِيمِ مُحَالٌ، وَقِيل: تَقَعُ لأَِنَّهُ لاَ اسْتِحَالَةَ لِذَلِكَ فِي الْمَنَامِ (٢) .

رُؤْيَا النَّبِيِّ ﷺ فِي الْمَنَامِ:

٨ - ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ التَّعْبِيرِ مِنْ صَحِيحِهِ بَابًا بِعِنْوَانِ مَنْ رَأَى النَّبِيَّ ﷺ فِي الْمَنَامِ وَذَكَرَ فِيهِ خَمْسَةَ أَحَادِيثَ مِنْهَا: مَا رَوَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁ أَنَّهُ قَال: " سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ

_________

(١) فتح الباري ١٢ / ٣٦٣، ٣٦٤

(٢) الفروق ٤ / ٤٤٦، وتهذيب الفروق ٤ / ٢٧١، وفتح الباري ١٢ / ٣٨٧.

الصفحة السابقة