الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ١٨ - حرف الحاء - حمد - الحكم التكليفي - حمد الله تعالى - أولا الابتداء بالحمد
حَمْدُ اللَّهِ تَعَالَى:
٩ - حَمْدُ اللَّهِ تَعَالَى مَطْلُوبٌ شَرَعَا، وَرَدَ بِذَلِكَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، وَمِنْهُ قَوْل اللَّهِ تَعَالَى: لِلنَّبِيِّ ﷺ: ﴿قُل الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ (١) وَقَوْلُهُ ﷺ: كُل أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ فَهُوَ أَقْطَعُ. (٢)
وَقَدْ حَمِدَ اللَّهُ تَعَالَى نَفْسَهُ وَافْتَتَحَ كِتَابَهُ بِحَمْدِهِ فَقَال ﷿: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (٣) .
وَحُكْمُ حَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى يَتَعَدَّدُ بِتَعَدُّدِ مَوَاطِنِهِ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي:
أَوَّلًا: الاِبْتِدَاءُ بِالْحَمْدِ:
١٠ - ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّ الاِبْتِدَاءَ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الأُْمُورِ الْمُهِمَّةِ مَنْدُوبٌ (٤) اقْتِدَاءً بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى، وَعَمَلًا بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَال: كُل أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى فَهُوَ أَقْطَعُ فَيُسْتَحَبُّ الْبُدَاءَةُ بِالْحَمْدِ لِكُل
_________
(١) سورة النمل / ٥٩.
(٢) حديث: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد فهو أقطع " أخرجه ابن ماجه (١ / ٦١٠ ط الحلبي) والدارقطني (١ / ٢٢٩ - ط دار المحاسن) من حديث أبي هريرة وصوب الدارقطني إرساله. وقوله " ذي بال " أي له حال يهتم به، وقوله أقطع: ناقص قليل البركة.
(٣) سورة الفاتحة / ١.
(٤) رد المحتار ١ / ٧ حاشية الدسوقي على الشرح الكبير ١ / ٦ وحاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح ص ٤.