الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ١٨ -
يَقْتَضِي وُجُوبَ الْحَلْقِ عَلَيْهِ (١) . كَمَا أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْحَلْقَ أَفْضَل مِنَ التَّقْصِيرِ فِي حَقِّ الرَّجُل، لأَِنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَال: اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ. قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُول اللَّهِ. قَال: اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ. قَالُوا: وَالْمُقَصِّرِينَ يَا رَسُول اللَّهِ. قَال: اللَّهُمَّ ارْحَمِ الْمُحَلِّقِينَ وَالْمُقَصِّرِينَ (٢) .
فَقَدْ دَعَا النَّبِيُّ ﷺ لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلاَثًا وَلِلْمُقَصِّرِينَ مُرَّةً، وَلأَِنَّ ذِكْرَ الْمُحَلِّقِينَ فِي الْقُرْآنِ قَبْل الْمُقَصِّرِينَ، وَلأَِنَّ الْحَلْقَ أَكْمَل فِي قَضَاءِ التَّفَثِ، وَفِي التَّقْصِيرِ بَعْضُ تَقْصِيرٍ فَأَشْبَهَ الاِغْتِسَال مَعَ الْوُضُوءِ (٣) .
وَأَمَّا النِّسَاءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ الْحَلْقُ بِالإِْجْمَاعِ وَإِنَّمَا عَلَيْهِنَّ التَّقْصِيرُ (٤) كَمَا تَقَدَّمَ.
_________
(١) المغني ٣ / ٣٣٤ وحلق متعذر التقصير لقلته أو ذي تلبيد أو ضفر أو عقص متعين. بهذا قال المالكية وأحمد وعزاه ابن قدامة أيضا إلى النخعي والشافعي وإسحاق. (حاشية العدوي على شرح الرسالة ١ / ٤٧٩ والشرح الصغير مع حاشية الصاوي عليه ٢ / ٥٩ والمغني ٣ / ٤٣٥) .
(٢) حديث: " اللهم ارحم المحلقين. . . " أخرجه البخاري (الفتح ٣ / ٥٦١ - ط السلفية) من حديث أبي هريرة.
(٣) المغني ٣ / ٤٣٥، والمجموع ٨ / ١٩٩، ٢٠٩، وروضة الطالبين ٣ / ١٠١ وبدائع الصنائع ٢ / ١٤٠، والجوهر النيرة ١ / ١٩٥ وحاشية العدوي على شرح الرسالة ١ / ٤٧٩.
(٤) المجموع ٨ / ٢١٠، وبدائع الصنائع ٢ / ١٤١ والمغني لابن قدامة ٣ / ٤٣٩ والشرح الصغير ٢ / ٦٠.