الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ١٦ -
وَلأَِنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى الإِْخْلاَصِ (١) وَبِذَلِكَ أَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَبِيِّهِ زَكَرِيَّا إِذْ قَال مُخْبِرًا عَنْهُ ﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾ (٢) وَالشَّرِيعَةُ مُقَرِّرَةٌ أَنَّ السِّرَّ فِيمَا لَمْ يَعْتَرِضْ مِنْ أَعْمَال الْبِرِّ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْجَهْرِ (٣) .
وَعَدَّ الْغَزَالِيُّ خَفْضَ الصَّوْتِ بَيْنَ الْمُخَافَتَةِ وَالْجَهْرِ مِنْ آدَابِ الدُّعَاءِ، وَاسْتَدَل بِمَا رُوِيَ أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَْشْعَرِيَّ قَال: قَدِمْنَا مَعَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ كَبَّرَ، وَكَبَّرَ النَّاسُ وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ، فَقَال النَّبِيُّ ﷺ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ لَيْسَ بِأَصَمَّ وَلاَ غَائِبٍ إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَعْنَاقِ رِقَابِكُمْ (٤) وَقَالَتْ عَائِشَةُ ﵂ فِي قَوْلِهِ ﷿ ﴿وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا﴾ (٥) أَيْ بِدُعَائِكَ (٦) .
_________
(١) كشاف القناع ١ / ٣٦٧، وروضة الطالبين ١ / ٢٦٨، وابن عابدين ٢ / ١٧٥.
(٢) سورة مريم / ٣.
(٣) تفسير القرطبي ٧ / ٢٢٣.
(٤) حديث: " إن الذي تدعون ليس بأصم. . . " تقدم تخريجه بهذا المعنى ف / ٢٧.
(٥) سورة الإسراء / ١١٠.
(٦) إحياء علوم الدين ١ / ٣١٣ ط مصطفى الحلبي. وأثر عائشة في تفسير قوله ﷿ " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " أخرجه البخاري (فتح الباري ٨ / ٤٠٥ ط السلفية) .