الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ١٤ -
وَقَال عُمَرُ ﵁: لاَ يَقْعُدُ أَحَدُكُمْ عَنْ طَلَبِ الرِّزْقِ وَيَقُول اللَّهُمَّ اُرْزُقْنِي، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ السَّمَاءَ لاَ تُمْطِرُ ذَهَبًا وَلاَ فِضَّةً. (١) وَقَدْ تَوَاتَرَ الأَْمْرُ بِالأَْخْذِ بِالأَْسْبَابِ فِي الْقُرْآنِ وَسُنَّةِ الرَّسُول ﷺ.
أَخْرَجَ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ وَأَرَادَ أَنْ يَتْرُكَ نَاقَتَهُ وَقَال: أَأَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّل، أَوْ أُطْلِقُهَا وَأَتَوَكَّل؟ فَقَال ﷺ: اعْقِلْهَا، وَتَوَكَّل (٢) .
وَقَال ﷺ: لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَل النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ (٣) .
وَقَال تَعَالَى: ﴿فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلًا طَيِّبًا﴾ (٤) وَالْغَنِيمَةُ اكْتِسَابٌ، وَقَال تَعَالَى ﴿فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَْعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُل بَنَانٍ﴾ (٥) وَالضَّرْبُ عَمَلٌ، وَقَال: ﴿فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ﴾ (٦) وَقَال تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا
_________
(١) إحياء علوم الدين ٢ / ٦٣.
(٢) حديث: " أعقلها وتوكل ". أخرجه الترمذي (٤ / ٦٦٨ ط مصطفى الحلبي) من حديث أنس بن مالك وحسنه.
(٣) حديث: " لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه ". أخرجه البخاري (٣ / ٣٣٥ ط السلفية)، ومسلم ٢ / ٧٢١ ط عيسى الحلبي من حديث أبي هريرة واللفظ للبخاري.
(٤) سورة الأنفال / ٦٩.
(٥) سورة الأنفال / ١٢.
(٦) سورة الملك / ١٥.