الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ١٣ -
بِالشَّاءِ، فَأَكَلْنَا الطَّعَامَ أَنَا وَأَصْحَابِي، وَأَبَوْا أَنْ يَأْكُلُوا مِنَ الْغَنَمِ، حَتَّى أَتَيْنَا رَسُول اللَّهِ ﷺ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَقَال: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ قُلْتُ: يَا رَسُول اللَّهِ. شَيْءٌ أُلْقِيَ فِي رَوْعِي، قَال: كُلُوا وَأَطْعِمُونَا مِنَ الْغَنَمِ (١) .
قَال ابْنُ حَجَرٍ (٢): فَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ، مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ﵁ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَكْرَهُ عَشْرَ خِصَالٍ، (٣) فَذَكَرَ فِيهَا الرُّقَى إِلاَّ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ قَال الْبُخَارِيُّ: لاَ يَصِحُّ حَدِيثُهُ، وَقَال الطَّبَرِيُّ لاَ يُحْتَجُّ بِهَذَا الْخَبَرِ لِجَهَالَةِ رَاوِيهِ، وَعَلَى تَقْدِيرِ صِحَّتِهِ فَهُوَ مَنْسُوخٌ بِالإِْذْنِ فِي الرُّقْيَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَشَارَ الْمُهَلَّبُ إِلَى الْجَوَابِ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ فِي الْفَاتِحَةِ مَعْنَى
_________
(١) تفسير القرطبي ١٠ / ٣١٥، ٣١٦، والشرح الصغير ٤ / ٧٦٨، ونيل الأوطار ٨ / ٢١٥، والأذكار / ١١٩ ط الحلبي. وحديث " أبي سعيد الخدري ﵁ قال: بعثنا رسول الله ﷺ. . " أخرجه الدارقطني (٣ / ٩٤ ط دار المحاسن) وأصله في صحيح البخاري (الفتح ١٠ / ٤٥٣ ط السلفية) .
(٢) فتح الباري ١٠ / ١٩٥ - ١٩٧.
(٣) حديث ابن مسعود ﵁: " كان يكره عشر خصال. . . " أخرجه أحمد (١ / ٣٨٠ ط الميمنية) وأبو داود (٤ / ٤٢٧ - ٤٢٨ تحقيق عزت عبيد دعاس) وضعفه ابن حجر كما في الفتح (١٠ / ١٩٥ ط السلفية) واستنكره الذهبي كما في الميزان (٢ / ٥٥٦ ط الحلبي) .