الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ١٣ -
يُصِيبَهُ بَلاَءٌ. لِمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ: إِنَّ النُّشْرَةَ مِنْ عَمَل الشَّيْطَانِ (١) .
وَقِيل: الْمَنْعُ مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا كَانَتْ خَارِجَةً عَمَّا فِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُول اللَّهِ ﷺ وَعَنِ الْمُدَاوَاةِ الْمَعْرُوفَةِ. وَالنُّشْرَةُ مِنْ جِنْسِ الطِّبِّ، فَهِيَ غُسَالَةُ شَيْءٍ لَهُ فَضْلٌ كَوُضُوءِ رَسُول اللَّهِ ﷺ (٢) . وَأَمَّا الرَّتِيمَةُ فَيَخْتَلِفُ حُكْمُهَا بِاخْتِلاَفِ مَعَانِيهَا:
فَحُكْمُ الرَّتِيمَةِ - بِمَعْنَى: أَنَّهَا خَيْطٌ يُرْبَطُ بِأُصْبُعٍ أَوْ خَاتَمٍ لِتُسْتَذْكَرَ بِهِ الْحَاجَةُ - فَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ عَابِدِينَ أَنَّهَا لاَ تُكْرَهُ، لأَِنَّهَا تُفْعَل لِحَاجَةٍ فَلَيْسَ بِعَبَثٍ، لِمَا فِيهِ مِنَ الْغَرَضِ الصَّحِيحِ، وَهُوَ التَّذَكُّرُ عِنْدَ النِّسْيَانِ. وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَمَرَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ بِذَلِكَ (٣)، وَفِي الْمِنَحِ: أَنَّهُ
_________
(١) حديث: " النشرة من عمل الشيطان. . . " أخرجه أبو داود لفظ: " سئل رسول الله ﷺ عن النشرة فقال: هو من عمل الشيطان " (سنن أبي داود ٤ / ٢٠١ تحقيق عزت عبيد دعاس) وحسنه ابن حجر في الفتح (١٠ / ٢٣٣ ط السلفية) .
(٢) ابن عابدين ٥ / ٢٣٢، ٢٣٣، والإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع ١ / ٩٥، وشرح منتهى الإرادات ١ / ٣٢٠، ٣٢١، وتفسير القرطبي ١٠ / ٣١٨ - ٣١٩.
(٣) حديث: " أمر بعض أصحابه بربط الخيط للتذكر عند النسيان " قال الزيلعي: غريب، وفيه أحاديث عن النبي ﷺ نفسه " أنه كان يربط في أصبعه خيطا ليذكر به الحاجة " ثم ذكرها وبين عللها وليس فيها شيء يحتج به. " (نصب الراية ٤ / ٢٣٨ ط المجلس العلمي) وكذا ذكرها السيوطي في اللآلئ (٢ / ٢٨٢ - ٢٨٣ نشر المعرفة) .