الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ١٣ -
وَقَال فِي الشَّرْحِ الصَّغِيرِ: لاَ يُرْقَى بِالأَْسْمَاءِ الَّتِي لَمْ يُعْرَفْ مَعْنَاهَا، قَال مَالِكٌ: مَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهَا كُفْرٌ؟ (١) .
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي حُكْمِ النَّفْثِ وَغَيْرِهِ عِنْدَ الرُّقَى وَالتَّعَاوِيذِ، فَمَنَعَهُ قَوْمٌ، وَأَجَازَهُ آخَرُونَ. قَال النَّوَوِيُّ: وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى جَوَازِهِ، وَاسْتَحَبَّهُ الْجُمْهُورُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، وَاسْتَدَلُّوا بِمَا رَوَتْهُ عَائِشَةُ ﵂: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَنْفُثُ فِي الرُّقْيَةِ وَلَفْظُهُ: كَانَ رَسُول اللَّهِ ﷺ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ؛ لأَِنَّهَا أَعْظَمُ بَرَكَةً مِنْ يَدِي (٢) وَأَيْضًا بِمَا رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ ﵁ أَنَّ يَدَهُ احْتَرَقَتْ، فَأَتَتْ بِهِ أُمُّهُ النَّبِيَّ ﷺ فَجَعَل يَنْفُثُ عَلَيْهَا، وَيَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ يَحْفَظْهُ (٣) .
_________
(١) ابن عابدين ٥ / ٢٣٢، والشرح الصغير ٤ / ٧٦٩، والفتاوى الحديثية ص ١٢٠، والإنصاف ١٠ / ٣٥٢، وكشاف القناع ٦ / ١٨٦، وعمدة القاري ٥ / ٦٥٣، والقرطبي ٢٠ / ٢٥٨، والزواجر ١ / ١٥٥، ونيل الأوطار ٨ / ٢١٤، والدين الخالص ٢ / ٢٣٢، ٢٣٤.
(٢) حديث: " كان إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات. . . " أخرجه البخاري (الفتح ١٠ / ٢٠٦ط السلفية، ومسلم (٤ / ١٧٢٢ط الحلبي) .
(٣) حديث محمد بن حاطب أن يده احترقت، " فأتت به أمه النبي ﷺ فجعل. . . " أخرجه (أحمد ٤ / ٢٥٩ ط الميمنية)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥ / ١١٢ ط القدسي): رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح.