الموسوعة الفقهية الكويتية المجلد ١٢ -
وَيَجِبُ الْفِدَاءُ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ (١) . وَالشَّافِعِيَّةِ (٢)، وَالْحَنَابِلَةِ (٣)، لأَِيِّ تَطَيُّبٍ مِمَّا هُوَ مَحْظُورٌ، دُونَ تَقْيِيدٍ بِأَنْ يُطَيِّبَ عُضْوًا كَامِلًا أَوْ مِقْدَارًا مِنَ الثَّوْبِ مُعَيَّنًا. وَإِنَّمَا وَجَبَتِ الْفِدْيَةُ قِيَاسًا عَلَى الْحَلْقِ، لأَِنَّهُ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ فِي الْقُرْآنِ فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿وَلاَ تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ﴾ (٤) .
وَلِمَا وَرَدَ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ﵁ أَنَّ رَسُول اللَّهِ ﷺ قَال لَهُ، حِينَ رَأَى هَوَامَّ رَأْسِهِ: أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّ رَأْسِكَ؟ قَال: قُلْتُ: نِعْمَ قَال: فَاحْلِقْ، وَصُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، أَوْ أَطْعِمْ سِتَّةَ مَسَاكِين، أَوِ انْسُكْ نَسِيكَةً (٥)
وَفَرَّقَ الْحَنَفِيَّةُ بَيْنَ تَطَيُّبٍ وَتَطَيُّبٍ، فَقَالُوا: تَجِبُ شَاةٌ إِنْ طَيَّبَ الْمُحْرِمُ عُضْوًا كَامِلًا، مِثْل
_________
(١) حاشية الدسوقي والشرح الكبير ٢ / ٦١ - ٦٣، وشرح الزرقاني ٢ / ٢٩٨ - ٢٩٩.
(٢) المجموع ٧ / ٢٦٩ - ٢٧٤ ط المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، ونهاية المحتاج ٣ / ٣٢٥، ٣٣٣ ط. مصطفى الحلبي بمصر.
(٣) مطالب أولي النهى ٢ / ٣٣١.
(٤) سورة البقرة / ١٩٦.
(٥) حديث: " أيؤذيك هوام رأسك؟ . . . " أخرجه البخاري (٧ / ٤٥٧ ط. السلفية) .