- الدكتور فهد بن إبراهيم بن عبد الله الضالع
- وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالسعودية
- 1432 هـــ
- 22
- الطبعة الأولى
- 12136
- 3950
- 2948
مجالات الدعوة إلى الله عبر الإنترنت: هي ورقة بحثية مقدمة من الدكتور فهد بن إبراهيم بن عبد الله الضالع، المشرف العام على شبكة شواطئ الإسلامية، وهذا الكتاب عبارة عن ورقة عمل مقدمة للندوة الأولى للمواقع الدعوية السعودية المقامة في العام الهجري ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين برعاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.
مجالات الدعوة إلى الله عبر الإنترنت: بين يدي البحث
الإسلام دين يدعو إلى أقوم محجة، ويرمي إلى أشرف غاية، وما دعوته إلا هداية الناس إلى سبيل الحق، وتنبيههم إلى مكان الفضيلة. وما غايته إلا أن يحيا الناس حياة طيبة في العاجل، ثم يفوزوا في الآخرة بسعادة خالدة، وعطاء غير مجذوذ في الآجل. ولكنَّ النفوسَ الناشئةَ في بيئة خاسرة، أو الغارقةَ في أهواء سافلة يقف أمامها الحقُّ فتخاله باطلاً، وتتعرض لها الفضيلةُ فتحسبها شيئاً منكراً، فلا يكفي في دعوة الحق أن يطرق الداعي بها المجالس، ويصدع بكلمة الحق من غير أن يشدَّ أزرها بالحجة، ويتخير لها الأسلوب الذي يجعلها مألوفةً للعقول، خفيفةَ الوقع على الأسماع. وفي القرآن الكريم ما يدل على أن الدعوة الصادقة لا يثبت أصلها، وتمتد فروعها، وتؤتي ثمرها إلا أن يقوم بناؤها على أساس الحجة، ويذهب بها الداعي كل مذهب حكيم، ويأخذ فيها بكل أدب جميل. وشواهد ذلك في القرآن كثيرة، قال الله تعالى [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ]. وكذلك دعوة النبيصلى الله عليه وسلم يراعي في إبلاغها الطرق الكفيلة بنجاحها، فيورد لكل مقامٍ مقالاً يناسبه، ويكسو كل معنىً من المعاني ثوباً يليق به، ويخاطب آل طائفة على قدر عقولهم، ويلاقيهم بالسيرة التي هي أدعى إلى إقبالهم، وأسرع أثراً في صرفهم عن غوايته.
مجالات الدعوة إلى الله عبر الإنترنت: بعض أساليب الدعوة النبوية
ولقد كان النبي عليه الصلاة والسلام ينوع في أساليب الدعوة إلى الله، ويستعمل ما أمكنه من الوسائل في ذلك، ويستخدم أنواعاً من التأثير التي سبقت كثيراً من النظريات، والدراسات الحديثة في فن الحوار والإلقاء، والتأثير في الناس. ولو انبرى باحثٌ لجمع شيء من ذلك لظفر بما لا يخطر بالبال من تلك المادة. وفيما يلي ذكر لبعض الأساليب والوسائل التي كان النبي” يستخدمها في دعوته إلى الله عز وجل، منها. أولًا: استخدام أسلوب المكاتبات: قال ابن القيم في فصل من فصول كتابه – زاد المعاد في هدي خير العباد- فصل في كتبه ورسله ” إلى الملوك والرؤساء والحكام.
ثانيا: جلوسه للناس، وغشيانه لمجالسهم، فما يلحظ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو إلى الله.
ثالثًا : استخدامه صلى الله عليه وسلم وسيلة المآدب: أي الدعوات إلى الطعام؛ وذلك من أجل جمع الناس ودعوتهم أثناء المأدبة.
رابعًا: تجريده” الوسائل والأساليب المشوبة: وهي التي اجتمع فيها الحلال والحرام، حيث استعمل _عليه الصلاة والسلام_ بعض تلك الوسائل في الدعوة إلى الله، وخلَّصها مما شابها من الحرام، مثل قوله صلى الله عليه وسلم(إني أنا النذير العريان).