- عبدالله صالح العجيري
- مركز تكوين للدراسات والأبحاث
- 2014
- 89
- 4587
- 2585
- 1340
ميليشيا الإلحاد مدخل لفهم الإلحاد الجديد
من التداعيات غير المنظورة لحادثة الحادي عشر من سبتمبر أثرها في تحريك مجموعات إلحادية للدعوة والتبشير برؤيتهم الإلحادية. وقد تعارف كثير من المهتمين بالمجال العقدي والديني والفكري في المجتمع الغربي على تسمية هذه الظاهرة الإلحادية: بالإلحاد الجديد.
وهذه الدراسة معنية بالكشف عن بعض الجوانب المتعلقة بهذا النمط الإلحادي الجديد. إذ الدارس للتاريخ العقائدي سيلمس أن للإلحاد شرة وفترة. وأنه يمر على شكل أمواج تعصف بالمجتمع البشري بين الفينة والأخرى. ولكل موجة من تلك الموجات خصائص وسمات تشترك وتختلف مع موجات إلحادية أخرى. ولذا كان من المهم للمختص بالشأن العقدي التعرف على أهم التطورات المستجدة في الخطاب الإلحادي. وتقديم خطاب عقدي قادر على مقاومة هذا المد الإلحادي الجديد. وتحصين أبنائه من الوقوع في شراكه، وهو ما تسعى هذه الورقة الى تقديمه وبيانه
الإلحاد الجديد: التطورات والسمات والخصائص:
في سياق الحديث عن الإلحاد الجديد يذكر الكاتب وجود فارق بين نمط الإلحاد في الفضاء الغربي وحالته في الفضاء العربي، فالمتهمون بالإلحاد في الغرب هم المنكرون لوجود الله، أما في السياق العربي الإسلامي فكثير ممن اتهم بهذا الوصف ليس منكراً في الحقيقة لوجود الخالق، وإنما هناك إنكار لأمور عقدية كإنكار النبوة مثلاً. لكن اليوم مشكلة إنكار وجود الله أصبحت موجودة حتى داخل الفضاء العربي. ويرى أن هناك أربعة مواقف عقدية رئيسة وهي:
• الإلحاد الصلب:
وهو الإلحاد الذي يؤمن صاحبه بعدم وجود الخالق أصلاً، وبالتالي يتنكر للوحي والنبوات، ولا يتدين بدين.
• الإلحاد السلبي:
وهو الإلحاد الذي لا يؤمن صاحبه بوجود الخالق، لكنه أيضاً لا يؤمن بعدم وجوده، فهو يقول: ليس عندي دليل يدل على وجوده وبالتالي لست مؤمناً بوجوده، ولا دليل عندي يدل على عدمه وبالتالي لست مؤمناً بعدمه.
• الربوبية:
وهو موقف عقدي يؤمن صاحبه بوجود خالق لهذا الكون، لكنه ينكر صلة هذا الخالق بهذا الكون عبر الوحي والرسالة، فالخالق من هذا المنظور خلق العالم ثم تركه.
• المؤمن المتدين:
وهو الموقف العقدي الذي يؤمن صاحبه فيه بوجود خالق لهذا الكون.
المصدر: noor-book