- ابن القيم الجوزية
- محمد المعتصم بالله البغدادي
- دار الكتاب العربي
- 1996
- 10582
- 4494
- 3175
مدارج السالكين – المجلد الثاني
هذا الكتاب هو من خير ما كتب الإمام ابن القّيم، وحسبنا به في تهذيب النفوس والأخلاق، والتأدب بآداب المتقين الصادقين، مما يدل أوضح دلالة على أنه كان من أولئك المهتدين الصادقين، الذين طابت نفوسهم بتقوى الله، فجاء الكتاب ليسدّ الحاجة الماسّة إليه في عصر المادة يجمع به إلى هذا النشاط المادي عند الناس، صفاء الأرواح، وتقوى النفوس، وتهذيب الأخلاق، حتى يجعل الله للعرب والمسلمين، فيما آتاهم من الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر في المستقبل، حياة عزيزة كريمة، آمنة في ظل الإسلام. والإمام ابن القيّم في كتابه هذا ينبه إلى أن كمال الإنسان إنما هو بالعلم النافع، والعمل الصالح، وهما الهدى ودين الحق، وبتكميله لغيره في هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر عليه، وما الحق إلا الإيمان والعمل، وليس ذلك إلا بالإقبال على القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره، فإنه الكفيل بمصالح العباد، في المعاش والمعاد، والموصل لهم إلى سبيل الرشاد.
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين
فالحقيقة والطريقة، والأذواق والمواجيد الصحيحة، كلها لا تقبس إلا من مشكاته، ولا تستثمر إلا من شجراته، والإمام ابن القيم ينبه على هذا كله بالكلام على فاتحة الكتاب وأم القرآن، وعلى بعض ما تضمنته هذه السورة من هذه المطالب، وما تضمنته من الرد على جميع طوائف أهل البدع والضلال، وما تضمنته من منازل السائرين، ومقامات العارفين، والفرق بين وسائلها وغاياتها، ومواهبها وكسبياتها، وبيان أنه لا يقوم غير هذه السورة مقامها، ولا يسد مسدها. ولذلك لم ينزل الله تعالى في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها. ونظراً لأهمية الكتاب، فقد عمل على تحقيقه، حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه، والتعليق على نصوصه بما يفيد المطالع فيها، إلى جانب هذا أعطى نبذة يسيرة عن الفرق الإسلامية، ووقف عند المصطلحات الصوفية والفلسفية، وإتماماً للنفع وضعت ترجمة لشيخ الإسلام ابن القيّم في مستهل الكتاب.
المصدر: المكتبة الوقفية