- نظمي لوقا
- دار الكتب الحديثة
- 1959
- 197
- 14437
- 5309
- 3870
محمد الرسالة والرسول
من يغلق عينيه دون النور يضير عينيه ولا يضير النور.
ومن يغلق عقله وضميره دون الحق، يضير عقله وضميره ولا يضير الحق.
فالنور منيفة للرائي لا للمصباح، والحق منفعة وإحسان إلى المهتدي به لا إلى الهادي إليه.
وما من آفة تهدر العقول البشرية كما يهدرها التعصب الذميم الذي يفرض على أذهان أصحابه وسراؤهم ما هو أسوأ من العمى لذي البصر،
ومن الصمم لذي السمع، لأن الأعمى قد يبقى بعد فقد البصر إنسانا، والأصم يبقى بعد فقد السمع إنسانا أما من اختلت موازين عقله أو موازين وجدانه،
حتى ما يميز الخبيث من الطيب، فذلك ليس بإنسان، بالمعنى المقصود من كلمة إنسان.
وبدافع من الحب البشرية أقدمت على تسطير هذه الصفحات، وسيان بعد هذا أن يقول عنها
القائلون: إنها شهادة حق، أو رسالة حب، أو تحية توقير وتبجيل، فما كان كآحاد الناس في خلاله ومزاياه،
وهو الذي اجتمعت له آلاء الرسل، وهمة البطل، فكان حقاً على المنصف أن يكرم فيه المثل، ويحيى فيه الرجل.