- عبدالرحمن محمد بن قاسم
- شعبة توعية الجاليات بالزلفي
- 30
- طبعة خاصة
- 20729
- 5091
- 4305
متن حاشية أصول التفسير للشيخ العلامة عبدالرجمن بن محمد بن قاسم (1312- 1392).
هذه الرسالة النافعة صنفها المؤلف لبيان أصول علوم التفسير على منهج أهل السنة والجماعة وبفهم سلف الأمة الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وأصحاب القرون الثلاث الأُول المفضلون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)، وذلك لما شاع في عصره من كثرة الفرق، وتوسع أصحاب الهواء في الخروج على المنهج الصحيح الخالي من الأهواء والشبهات والشهوات، فأوردوا بالتفسير وعلومه ما يؤيد مذاهبهم – مع ما به من ضلالات الجهل والفهم السقيم – دون التقيد بصحة المرويات أو الفهم الصحيح الوارد عن أهل العلم والتُقى لهذه المرويات الصحيحة.
وقد صنف العلامة الشيخ عبد الرحمن بن القاسم حاشيته هذه على أبواب علم أصول التفسير، فصدر الكلام بتنزل القرآن الكريم حيث أوضح أن القرآن العظيم هو (كلام الله حقيقة، منزل غير مخلوق، على محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام، وسمعه الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمامه وترتيبه كما ورد إلينا تواتراً، والمحفوظ بحفظ الله بين دفتي المصحف) كل حرف منه- كالباء والتاء والكاف- كلام الله منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وهو كلام الله حروفه ومعنيه، ليس الحروف دون المعاني وليس المعاني دون الحروف. وقد ابتدع وأعظم الفرية من قال إنه منزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم من العقل الفعال- وهو قول الفلاسفة – أو أنه مخلوق في جسم من الأجسام – وهو قول المعتزلة والجهمية – أو أنه حروف وأصوات أزلية قديمة – كالكلامية والأشعرية والماتريدية – أو أنه حدث قائم بذات الله ممتنع عن الأزلية – وهو قول الكرامية والهاشمية – وقال المؤلف رحمه الله من قال (قولي بالقرآن مخلوق) فهو جهمي أو (غير مخلوق) فهو مبتدع.
والظاهر من كلام المؤلف – رحمه الله – وبيانه أنه يعرض قول السلف الصالح مدللاً عليه مثبتاً له مدافعاً عنه، شارحاً له بما فتح الله له من الفهم والفقه، عارضاً لأقوال أصحاب الأهواء والفرق الإسلامية، مبيناً ما بها من عوار واضح بين مخالف لأقوال السلف الصالح، وكذلك الرد على هذه الأقوال المخالفة.