- حسن الباش
- قتيبة للطباعة والنشر
- 2013
- 187
- 6158
- 2842
- 1605
علم مقارنة الأديان أصوله ومناهجه ومساهمة علماء المسلمين والغرب في تأصيليه
إذا كانت الثقافة المتبادلة حاجة إنسانية، فإن العقائد تفرض نفسها كي تكون إحدى سمات تلك الثقافة الكونية التي يجب أن يتسم بها العقل البشري. ولعل الجهل بهذه السمة يشكل أحد المعوقات أمام جو من التفاهم الإنساني. ولعل ذلك جعل كثيراً من سوء التفاهم يسيطر على العقول والنفس حتى تحدث الحروب والنزاعات ومن ثم إرتهان البشر للإبادة والقتل والتشريد، وإلى هذا فإن علم مقارنة الأديان يلقي الأضواء على عقائد الشعوب القديمة، ويدفعنا لإدراك كيفية نظرتها للألوهية والنبوات والعالم الآخر، ثم نعرف كيف كانت الأساطير تدخل عالم عقائدهم، وكيف أن السحر أحد المكونات في تلك العقائد.
بالإضافة إلى ذلك فإن عالم مقارنة الأديان يعرفنا كيف جرت مسيرة التحول والتطور الدينيين لدى الشعوب، فهل بدأت موحدة أم كانت وثنية. ثم تعرفنا كيف انتشرت الوثنية على تلك المساحات الشاسعة من تراب هذه الأرض، كيف انتقل التفكير الديني من المجرد إلى المجسم ثم كيف عاد إلى التجريد المتقدم المرتبط بالعقائد السماوية الكبرى.
ومن خلال هذا العلم ندرك عملية التأثر والتأثير في العقائد الوضعية والوثنية الكبرى، كما عند الهندوسية والبوذية، وندرك أيضاً أحادية المصدر في بعض الأديان، بالإضافة إلى ذلك كله ومن خلال هذا العلم يمكن لنا أن نرى كيف استفادت العقيدة التوراتية من العقائد الوثنية المنتشرة في ذلك المحيط الجغرافي العربي القديم، كما أشارت إلى ذلك التوراة نفسها.
المصدر: أبجد