- ابن رجب الحنبلي
- أبو عاصم البركاتي المصري
- 98
- الطبعة الأولى
- 17037
- 5551
- 4333
شرح حديث ما ذئبان جائعان: ذم الحرص على المال والشرف رسالة في حديث « ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه » تأليف الحافظ ابن رجب الحنبلي المتوفي سنة سبعمائة وخمسة وتسعون من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، قدم له وحققه وخرج روايات الحديث الأستاذ – أبو عاصم البركاتي المصري.
شرح حديث ما ذئبان جائعان: بين يدي الكتاب
يعد الحافظ العلامة ابن رجب الحنبلي – رحمه الله – أحد أعلام الحفّاظ والمحدثين الذين أنجبتهم الأمة، وتلقت علمه بالقبول، لما له من قوة في الحجة، بيان في المحجة، وقول رصين، ومتانة في الدين، وحسن في السيرة ينم عن سلامة السريرة، ولقد انتشر علمه، وحرص طلاب العلم على اقتناء كتبه، والتي يعد أشهرها وأكثرها تداولًا بين يدي طلاب العلم والعلماء كتاب جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثًا من جوامع الكلم، وبين أيدينا رسالة لطيفة بديعة بَيَّن فيها رحمه الله آفات الحرص على المال والشرف، وحذر من ذلك، وكان كلامه فيها شرحًا وتعليقًا على حديث النبي صلى الله عليه وسلم (ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنم أفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه).
شرح حديث ما ذئبان جائعان: روايات الحديث
وقد عدد المحقق لأكثر من ثمانية طرق للحديث مروية عن أكثر من ثمانية من الصحابة رضي الله عنهم، كلها طرق مقبول للحديث تدور بين الحسن والصحة، وإن كان مجمل روايات الحديث تقطع بصحة الحديث الذي ورد برواية عن كعب ابن مالك الأنصاري عند الترمذي، ورواية ثانية عن أبي هريرة رضي الله عنه عند الطبراني والبيهقي، ورواية ثالثة عن عاصم ابن عدي عند الطبراني، والرواية الرابعة واردة من طريق عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما عند القضاعي وابن أبي الدنيا، والرواية الخامسة لحديث- ما ذئبان جائعان- وردت من طريق جابر ابن عبد الله الأنصاري عند البيهقي في السنن، أما الرواية السادسة للحديث فقد جاءت برواية أبي سعيد الخدري عند الطبراني في الأوسط، والرواية السابعة أيضا عند الطبراني ولكنها في الكبير وواردة عن أسامة ابن زيد ابن حارثة رضي الله عنهما، أما طريق الحديث الثامنة فقد وردت عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما وقد وردت هذه الرواية عند الطبراني في الكبير وعند أبي نعيم في حلية الأولياء.
شرح حديث ما ذئبان جائعان: المستفاد من الحديث
وقد أبدع وأمتع ابن رجب الحنبلي – رحمه الله وغفر لنا وله – في بيان شرح هذا الحديث والوقوف على لطائفه ودقائقه الشرعية التي تفيد ذم حرص المسلم على المال والشرف، وتأثير ذلك الحرص على إخلاص العمل لله، وتوجه المسلم بقلبه وجوارحه نحو ربه سبحانه وتعالى وعز وجل المنعم عليه بكل النعم والمتفضل عليه بالمال والشرف الذين يستوجبان الشكر والعبادة بدلًا من الحرص والشح وتفويت المقصود منهما في ابتغاء مرضاة الله.