- عماد الشربيني
- مجلة البيان
- 9
- 18975
- 4731
- 3997
شبهات حول حجية السنة النبوية ومکانتها التشريعية والرد عليها: هي رسالة مختصرة ومباشرة ألفها الأستاذ الدكتور عماد الشربيني للرد علة منكري السنة النبوية أو ما يعرف هذه الأيام بالقرآنيين الذين بدأوا ينشرون فكرهم الخبيث بين جموع الشباب في هذه الأيام التي قلّ فيها العلم والعمل وكثر فيها المراء والجدال والاختلاف والجهل، والتقول على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بغير هدى ودليل صحيح.
شبهات حول حجية السنة النبوية ومکانتها التشريعية والرد عليها: بين يدي الكتاب
يستعرض المؤلف في هذه الرسالة المختصرة أهم الشبهات التي أوردها من يسمون نفسهم بالقرآنيين من المعاصرين، والأدلة التي يعتبرونها مؤيدة ومعضدة لفهمهم السقيم وطريقتهم المخالفة للهدي النبوي الشريف، ثم يقوم المؤلف بمناقشة هذه الدلة وضحدها والرد عليها من كل الوجوه، وبين فضل السنة النبوية ومكانتها، والدلة الثابتة من الكتاب الكريم التي تجزم بضرورة الأخذ من السنة النبوية لبيان مراد الله عز وجل من القرآن، حيث يذكر المؤلف أهم الأدلة التي يقوم عليها أساس منهج القرآنيين وهو تمسكهم بظاهر قول الله تعالى في كتابه الكريم(ما فرطنا في الكتاب من شيء) حيث يؤكد المؤلف أن المراد من قوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شيء هو اللوح المحفوظ الذي كتبت فيه الأقدار وذلك مناسبة لمجيء هذه الآية عقب قوله تعالى(وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلى أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء) ومعلوم يقينًا أن الأُممية تتطلب وضع منهج إلهي لتسيير هذه الأمة وفق منهج ربها تبارك وتعالى، والقرآن الكريم إنما نزل لبيان وتوضيح مراد الله من البشر دون غيرهم من مخلوقات الله التي تسبح ربها وتعبده أُممًا أُممًا، فصلت حياتها وأسردت أقدارها في اللوح المحفوظ قبل أن يخلها ربها تبارك وتعالى.
شبهات حول حجية السنة النبوية ومکانتها التشريعية والرد عليها: الشبهة الثانية
زعم هؤلاء القوم أن السنة لو كانت ذات حجية يقينية أو أنها مع القرآن المصدر الأساس للتشريع في الإسلام، أو أنها وحي إلهي منزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، لتكفل الله سبحانه وتعالى بحفظها من أن يدخلها الضعيف والموضوع من الأحاديث أو أن يختلف عليها الناس والعلماء في درجة الحجية مثل اختلافهم في حجية حديث خبر الواحد الثقة أو ما يعرف بأحاديث الآحاد فإن بعض العلماء لا يحتج به في العقائد أو الحدود مع أن البعض الآخر يحتج به في العقائد والحدود، فمع أيهما يكون الرأي الصحيح، والرد على هذه الشبهة أن الله تعالى قد تكفل بحفظ ما صحّ من السنة النبوية مصداقًا لقوله تعالى( إن علينا جمعه وقرآنه، فإذا قرآنه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه) فإن الله تعالى تكفل بحفظ البيان- الذي هو صحيح السنة المطهرة- كما تكفل بحفظ القرآن، وقد قيد الله لها رجالًا عدولًا ثقات، حملوا أمانة هذا الدين وحفظوا سنة رسول الله في الصدور وفي المصنفات الحديثية التي اختصت بحفظ ما صحّ وثبت من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
شبهات حول حجية السنة النبوية ومکانتها التشريعية والرد عليها: خلاصة الكتاب
أن السنة مع القرآن المصدر الأساس لبيان هذا الدين وحفظ منهج الله عز وجل الذي ارتضاه لخلقه، وبعث من أجله الأنبياء وأرسل به الرسل، وأنها محفوظة بحفظ الله تعالى، وأنها هي التنزيل الثاني المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لبين للناس ما أُنزل إليهم من القرآن- أي أنها وحي إلهي- وأن الطعن في السنة ما هو إلا مقدمة للطعن على القرآن، فإن من حفظ القرآن هو من حفظ السنة ومن أنزل القرآن هو من أوحى لنبيه صلى الله عليه وسلم بصحيح السنة.