- زهير منصور المزيدي
- مؤسسة الاعلاميون العرب
- 2023
- 50
- الطبعة الثانية
- 5626
- 2507
- 1849
منطق الطير
مزود بفيديوهات ورابط ذكاء اصطناعي للتحاور مع شخصيات القصة
منطق الطير: من بعيد ضمن مبنى تاريخي عريق تعددت شبابيكه الضيقة، وباحة شاسعة ملأتها أشجار اللوز، وأصوات تعلو لصبية يلعبون بكرة إسفنجية.. يسمع طرقات باب، غير أنها لم تكن من ناحية باب المختبر.. يحتار!! فيذهب ناحية الباب ليفتحه إلا أنه لا يجد أحدا، فيرجع، وهكذا استمر معه الأمر على مدى أيام ربما أسابيع.
بل أدرك أخيرا أن مصدر تلك الطرقات لم يكن باب المختبر الذي يقضي فيه جل وقته وهو منكب في تحضير عينات يستخدمها للتحضير لرسالة الدكتوراه.. لقد كان مصدر تلك الطرقات الشباك، ذلك أنه لاحظ على شباك المختبر أن زجاجه يتمتع بصفة العاكسية؛ فهو يعمل كما لو كان مرآة عاكسة وهي صفة مقصودة للمحافظة على مقتنيات المختبر من تسلل أشعة غير مرغوبة من الشمس أو من الخارج ما قد يغير من مواصفات العينات التي تصنع بيئة من الحرارة والرطوبة والضغط على مدار اليوم والليلة.
منطق الطير: أنت
مضى الأسبوع الأول، ولم يسمع أي طرقة مما كان يسمعها في ما مضى، ومضت ثلاثة أسابيع أخرى، بدأ يلاحظ جيرانا جددا يرغبون مشاركته الجيرة.. كان في المرة الأولى طائر الحمام، ثم ما لبث أن غادر، ثم تبعه طائر البلبل غير أنه، بعد أن نصب عشه، غادر هو الآخر، لم يكترث كثيرا بما كان يزوره في كل مرة المهم لديه أنه ما عاد يسمع أصوات تلك الطرقات..مر الشهر والشهران، وكان عن بعد يلاحظ طائر الهدهد، وما شد انتباهه أنه ما عاد يرى صاحب المختبر يمر كعادته ليعاين ما توصل إليه في مختبره، فدار بخلده أنه في إجازة فقرر أن يتخذ مما خلفه أصدقاؤه من أعشاش الطيور في تلك الشرفة منزلا، وهذا بالفعل الذي تم. .
المصدر: مؤسسة الاعلاميون العرب