- مسعود صبري
- 2017
- 195
- الطبعة الأولى
- 11149
- 2949
- 1641
بداية القاصد إلى علم المقاصد
علم المقاصد واحد من علوم الاجتهاد، والذي لا غنى للفقيه المجتهد عنه، وان كانت نشأة علم مقاصد الشريعة جاءت في ثنايا علم أصول الفقه عند الحديث في العلة عن المناسب، إلا أن أصوله كانت ممتزجة مع أصول التشريع منذ الصدر الأول للإسلام، دون النص عليه صراحة، مع الإشارة إليه في مراحل متقدمة، كما قال العز ابن عبد السلام رحمه الله: ومن تبع مقاصد الشرع في جلب المصالح ودرء المفاسد حصل له من مجموع ذلك اعتقاد أو عرفان بأنّ هذه المصلحة لا يجوز إهمالها، وأن هذه المفسدة لا يجوز قربانها، وإن لم يكن فيها نص ولا إجماع ولا قياس خاص، فإن فهم نفس الشرع يوجب ذلك. ثم بدأ هذا العلم يستقل تدريجياً عن علم أصول الفقه، ابتداء من الإمام أبي إسحاق الشاطبي الذي أفرد له جزءا من كتابه العظيم “الموافقات”، لكنه لم يكن استقلالاً كاملا، حتى كتب الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور كتابه “مقاصد الشريعة الإسلامية”، وهو أول مؤلف يُفرد مقاصد الشريعة بالتأليف والتصنيف. وقد نالت المقاصد بعده شهرة فائقة، واستقل عن أصول الفقه كما يرى كثير من العلماء المعاصرين، وأضحى له مسارات تدريسية خاصة، وأنشئ له أقسام في الكليات الشرعية والإسلامية، وتخصص عدد كبير فيه خاصة في بلاد المغرب العربي، وكتبت فيه عشرات بل مئات الأطروحات في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، والتي تناولت إما مباحث من علم المقاصد، أو جهود العلماء فيه عبر الحقب التاريخية المتباينة، ومازلنا في هذه المرحلة التي تمثل مرحلة النضج في علم مقاصد الشريعة. ومقصود هذا الكتاب تيسير التعرف على علم المقاصد كمرحلة مبتدئة، فهو لا يعنى بالمتخصصين في علم المقاصد، وإنما لمن ليس له به سابق معرفة، بطريقة تعليمية، وقد تم اختصاره اختصاراً غير مخلّ، وسيقت فيه الأفكار والمعلومات بشكل ميسر، وتم ضرب الأمثلة تقريبا للفهم، مع الاستعانة ببعض الرسوم التوضيحية البيانية التي تكون بمثابة تلخصي التلخيص، مع وضع بعض الأسئلة التدريبية عقب كل مبحث من المباحث، والتدريب على بعض المهارات العملية الواجب تحصيلها من دارس علم المقاصد، تحقيقا لثمرته.