- لجنة الدعوة الإلكترونية
- إصدارات لجنة الدعوة الإلكترونية
- 2017
- 8
- 9514
- 3935
- 1948
الروح القدس في الإسلام والمسيحية
بين الإله (الأقنوم الثالث) والملَك
إنه الروح القدس، الكائن المحير الذي حير جميع أتباع الديانات السماوية فليس هناك إجماع على ما إذا كان إلها أم ملكا أم ماذا.
فلكل رسالة سماوية تصورها الخاص عن هذا الكائن العجيب. ويتعذر الجمع بين هذه التصورات نظرا للتباين الشديد بينها.
لنلق نظرة على طبيعة هذا الكائن في ضوء القرآن الكريم من جانب والكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد من جانب آخر.
الروح القدس في الإسلام
الروح القدس أو روح القدس في الإسلام هو جبريل عليه السلام وهو ملك من ملائكة الله عز وجل. ويشار إليه أحيانا باسمه “جبريل”، وأحيانا أخرى بأسماء أخرى منها “روح القدس”.
وأما تسميته بروح القدس تمييزا له عن باقي الملائكة فترجع إلى دوره الهام في تنزيل الوحي ومولاته وتأييده للأنبياء والمرسلين والصالحين.
ولقد اجتهد العلماء في تعليل تسميته بالروح بخلاف باقي الملائكة. فقال الجياني: سمى روحاً لأن النفوس تحيى به كما تحيى بالأرواح.
وقال الرازي وتبعه ابن عادل: سماه روحاً من حيث خلق من الروح. وقيل: لأنه نجاة الخلق في باب الدين فهو كالروح الذي تثبت معه الحياة.
وقيل: لأنه روح كله لا كالناس الذين في أبدانهم روح. وسماه أميناً لأنه مؤتمن على ما يؤديه إلى الأنبياء عليهم السلام وإلى غيرهم.
فأما الدليل على كون جبريل هو “روح القدس”، فهو الإشارة إليه بأنه نزل بالقرآن على النبي وأنه يوالي النبي ويؤيده، وهذه من خصائص روح القدس كما وردت في القرآن الكريم.
فعن نزول جبريل بالقرآن، نقرأ في القرآن الكريم:
قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (البقرة 97:2)
وعن موالاته للنبي وتأييده له، نقرأ أيضا:
إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (التحريم 4:66)