Main Menu
  • plurk
Muslim Library | The Comprehensive Muslim e-Library
APP
Last Updated 25-1-2016
Thu, 14 Nov 2024
Jumaada Awal 12, 1446
Number of Books 10327

الدعوة إلى الله عبر الإنترنت: أهميتها وخصائصها

الدعوة إلى الله عبر الإنترنت: أهميتها وخصائصها

الدعوة إلى الله عبر الإنترنت: أهميتها وخصائصها هي ورقة بحثية مقدمة من الدكتور محمد إبراهيم الحمد، للندوة الأولى للمواقع الدعوية السعودية التي أقيمت في العام الهجري ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين.

الدعوة إلى الله عبر الإنترنت: بين يدي البحث

الإسلام دين يدعو إلى أقوم محجة، ويرمي إلى أشرف غاية. وما دعوته إلا هداية الناس إلى سبيل الحق، وتنبيههم إلى مكان الفضيلة. وما غايته إلا أن يحيا الناس حياة طيبة في العاجل، ثم يفوزوا في الآخرة بسعادة خالدة، وعطاء غير مجذوذ في الآجل. وللحق نور باهر، وللفضيلة جمال ساحر، ولكنَّ النفوسَ الناشئةَ في بيئة خاسرة، أو الغارقةَ في أهواء سافلة يقف أمامها الحقُّ فتخاله باطلاً، وتتعرض لها الفضيلةُ فتحسبها شيئاً منكراً؛ فلا يكفي في دعوة الحق أن يطرق الداعي بها المجالس، ويصدع بكلمة الحق من غير أن يشدَّ أزرها بالحجة، ويتخير لها الأسلوب الذي يجعلها مألوفةً للعقول، خفيفةَ الوقع على الأسماع. وفي القرآن الكريم ما يدل على أن الدعوة الصادقة لا يثبت أصلها، وتمتد فروعها، وتؤتي ثمرها إلا أن يقوم بناؤها على أساس الحجة، ويذهب بها الداعي كل مذهب حكيم، ويأخذ فيها بكل أدب جميل. وشواهد ذلك في القرآن كثيرة، قال الله تعالى [ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ] النحل:١٢٥. وكذلك دعوة النبي فإنها كانت محفوفة بما يقرب العقول إلى قبولها، وتألف النفوس إلى سماعها، فكان يراعي في إبلاغها الطرق الكفيلة بنجاحها، فيورد لكل مقامٍ مقالاً يناسبه، ويكسو كل معنىً من المعاني ثوباً يليق به، ويخاطب آل طائفة على قدر عقولهم، ويلاقيهم بالسيرة التي هي أدعى إلى إقبالهم، وأسرع أثراً في صرفهم عن غوايته. ولا ريب أن الدعوة إلى الله عملٌ جليلٌ، وله في نظر الشارع مقامٌ رفيع. فالدعوة إلى الله هي تبليغ الإسلام للناس، وتعليمهم إياه، وتطبيقه في واقع الحياة. والدعوة إلى الله تشمل كل قول، أو فعل، أو كتابة، أو حركة، أو سكنة، أو خُلُق، أو نشاط، أو بذل للمال، أو الجاه، أو أي عمل يخدم دين الإسلام، ولا يخالف الحكمة. والداعية هو الذي يأمر إلى ما فيه خيرٌ وصلاح، ويحذر عن كل ما فيه شرٌّ وفساد، وهو الذي يرشد الجاهلين، وينبه الغافلين، ويعالج النفوس الطائشة مع أهوائها، ليعيدها إلى فطرتها السليمة من الإقبال على الفضائل، والترفع عن الرذائل. ولا ريب أن القيامَ بهذا العمل جهادٌ يحتاج إلى ألمعيَّة مهذبة، ودراية بالطرق الحكيمة، علاوة على العلم الذي يُميَّز به بين الحق والباطل، ويفرَّق به بين المعروف والمنكر. ولقد سلكت هداية القرآن الكريم في الدعوة إلى الله أساليب كثيرة، منها: أمر الله سبحانه بعبادته، ونهيه عن عبادة ما سواه، وإخباره بأنه أرسل الرسل لهذه الغاية العظيمة، والاستدلال على وجوب عبادته بدقة صنعه، وتعدد نعمه، وانفراده بصفات الكمال، وكونه النافع الضار المعطي المانع.

: