التفسير ورجاله : هو كتاب متميز لفضيلة الشيخ الدكتور محمد الفاضل ابن عاشور مفتي الديار التونسية، والذي قدم له وامتدحه فضيلة الدكتور سامي محمد متولي الشعراوي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والشيخ العلامة الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف.

وقد بدأ المؤلف هذا الكتاب بذكر ما للقرآن الكريم من أهمية بالغة في حياة المسلم، وضرورة وقوف كل مسلم على تفسير القرآن الكريم وعلومه حسب طاقته ووسعه، ثم ذكر شيء عن نشأة علم التفسير وعلوم القرآن، وقد عرف في هذه المقدمة النافعة للتفسير بالمأثور، وأهم المفسرين الذين اعتمدوا هذه المدرسة التفسيرية، وقد ذكر منهم من التابعين يحيى ابن سلام رضي الله عنه ثم شيخ المفسرين محمد ابن جرير الطبري، ثم ما ورد عن محمد ابن إسماعيل البخاري – ذلك الجبل الشامخ والشامة البيضاء في علوم الحديث وروايته – من تفسير، كما عرج الشيخ عاشور على تفاسير بعض أهل الفرق الإسلامية فذكر تفاسير المعتزلة وذكر منها تفسير الكشاف للزمخشري، وتفسير الفخر الرازي، ثم عقد موازنة ومقارنة بين تفسير الزمخشري وابن عطية الأندلسي في مقارنة بين تفسير أهل السنة وتفسير أهل الاعتزال.

كما عرض المؤلف لتفسير البيضاوي، وأهم الخصائص التي تميز بها تفسير البيضاوي، ثم القيمة العلمية لتفسير البيضاوي، ثم تفسير ابن عرفة، وكذلك تفسير روح المعاني للألوسي، وتلك القيمة التفسيرية الجمّة التي خلفها الألوسي في تفسيره روح المعاني.

ثم انتقل المؤلف إلى عصر النهضة العلمية الحديثة وأثر هذه النهضة العلمية في تطور وتحديث الخطاب الديني والتفاسير منذ بداية القرن الرابع عشر الهجري، وحركة الإصلاح الديني التي قادها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وما أُثر من تفسير لهذين العالمين الجليلين، ثم شرح متكامل لتفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا وما امتاز به هذا التفسير من روح الحداثة والتطور في التفسير وعلومه.

لذا فإن هذا الكتاب الصغير المكثف الرائع يعتبر مرجعًا هامًا حول تطور تفسير كتاب الله عبر التاريخ الاسلامي،  وبيان المناظير المختلفة للمفسيرين وهو مدخل جيد وسهل لمعرفة الفروق في كتب تفسير القرآن وبيان الفوارق بينها.