- عمر علي بسيوني
- مركز براهين لدراسة الإلحاد ومعالجة النوازل العقدية
- مايو 2014 - رجب 1435
- 27
- 24452
- 7895
- 5209
الاسس اللاعقلية للإلحاد مشكلة مبدأ العالم نموذجا
تقوم كل الأديان والمذاهب والأفكار الألوهية على إثبات وجود الله عز وجل ، وأنه الحقيقة الكبرى التى تفسر سر الوجود وما يتعلق به من غايات .
بل إن كثيرا من الاتجاهات تعرف الدين على أنه ( اعتراف بشري بوجود قوة فوق بشرية مسيطرة ، هي الإله ، أو الآلهة ، التي تستحق الطاعة والعبادة )، ورغم ما في هذا التعريف من قصور بيِّن وفق التصور الإسلامي بخاصة ، وسائر الملل السماوية بعامة ؛ إلا أن محل الشاهد فيه : أن وجود الله تعالى هو محور الدين ، ولبُّه الفاعل .
وإذا انتقلنا للنقيض على الطرف الآخر ، لننظر إلى الإلحاد ، باعتباره في أبسط مفاهيمه ( إنكار وجود الله عز وجل ) ، فإن أغلب الدارسين للإلحاد يميزون بين اتجاهين للإلحاد ، وهما بالأحرى مستويان : الإلحاد السلبي : وهو عدم الإيمان بوجود الخالق ، والإلحاد الإيجابي : وهو نفي وجود الخالق ، ويتمثل الأول في مجرد عدم الاقتناع بأدلة وجود الله ، بينما يتطور الثاني للتدليل على عدم الخالق .
ولمَّا كان النوع الأول من الإلحاد ـ السلبي ـ لا ينضبط منهجه ، لكونه يقوم في الغالب على تشكيكات مجردة ، أو عدم اقتناع شخصي ، أو عاطفي ، فإن النوع الثاني من الإلحاد ـ الإيجابي ـ القائم على التدليل على نفي وجود الإله ؛ يكون هو الأكثر حضورا في مجال المعركة الفكرية بين الإيمان والإلحاد .
في ذلك السياق التحليلي للإلحاد بمفهومه الإيجابي ، ينبغي أن نميز بين اتجاهين لذلك الإلحاد : اتجاه فلسفي ، واتجاه علمي .
المصدر: مكتبىة نور