- سامي محمد الصلاحات
- الأمانة العامة للأوقاف - دولة الكويت
- 2019
- 196
- الطبعة الثانية
- 6169
- 2736
- 1817
الإعلام الوقفي (دور وسائل الاتصال الجماهيري في دعم وتطوير أداء المؤسسات الوقفية)
الاتصال أو الإعلام -كسلوك إنساني وليس كعلم معاصر- قديم منذ أن خلق الله الدنيا، باعتباره عملية نفسية اجتماعية تصاحب الكائن الحي مادام مفع بالحياة والعيش، فالطفل منذ أن يولد يمارس العملية الاتصالية من خلال التصاقه بوالدته بالصراخ أو الابتسام.
والتفاعل الذاتي بين الإنسان ونفسه «الاتصال الذاتي »، والاتصال بين عموم الخلق من خلال التفاعل الرمزي ( Symbolic Interaction ) في صوره وأشكاله الأولى، ثم سريان المعلومات بينهم، إلى طرق التأثير والتأثر بأشكاله الابتدائية هو بحد ذاته عمليات اتصال.
وقد انشغل علماء الاتصال منذ أقدم العصور والأزمنة بهذا السلوك والعلم، حتى صار الاتصال بنظرة أولية عل قائ على كثير من التشعبات، ومعقدًا بالكثير من العلوم والخلفيات (Inter-(Disciplinary)، وتم تحديد عملية الاتصال الحديثة بعناصر أساسية، هي:-
المرُسِل ( Sender )، المستقبِل ( Receiver )، الرسالة أو المادة الإعلامية ( ،(Message وسيلة الاتصال ( .(Cannel
وهذه العناصر كانت مرافقة للعملية الاتصالية منذ أن خلق الله هذا الكون، ولها مسببات
ودواعٍ وآثار، وذلك يعود إلى طبيعة العملية الاتصالية ذاتها، خصوصًا إذا راعينا تطور
وسائل الإعلام والاتصال مع تطور الحياة المدنية للإنسان، فالاتصال الأولي التقاء الوجه
البشري بالوجه الآخر ( Face To Face ) وهو بدايات أولية لمفهوم الإعلام، بعدما
أثبتت العديد من الأبحاث العلمية أنه كلما ازداد الطابع الشخصي للوسيلة، ازدادت قدرتها
على التأثير، لاعتبار أنه الأكثر قدرة على الإقناع والاستمالة والتفاعل ( ،(Interaction
في حين أن وسائل الاتصال الحديثة وإن امتازت بالسرعة في نقل الخبر أو المعلومة، إلا
أنها تفقد ميزة الإقناع والاستمالة لعدم وجود المواجهة المباشرة مع المستقبل، إضافة لضياع
نمط الحجج والبراهين وارتفاع تكلفتها حسب المادة الإعلامية؛ كتكاليف إنتاج برنامج
تلفزيوني أو فيلم سينمائي أو صحيفة أو مجلة.
المصدر: الأمانة العامة للأوقاف