- علي بن جريد بن هلال العنزي
- جامعة أم القرى
- 1429هـ
- 1230 صفحة
- جامعة أم القرى (رسالة دكتوراة)
- 24747
- 6348
- 5357
أقوال الإمام ابن قتيبة في التفسير
هذا الكتاب في الأصل هو بحث عبارة عن أطروحة دكتوراة – تخصص تفسير وعلوم قرآن- من قسم الكتاب والسنة بكلية أصول الدين والدعوة جامعة أم القرى، وهو يعرض لـ (أقوال الإمام ابن قتيبة في التفسير) من أول القرآن الكريم إلى نهاية سورة الأنبياء : جمعأ ودراسة، وقد استخدم الباحث فيه المنهج الاستقرائي التحليلي في جمع وعرض جميع المسائل التي تكلم فيها الإمام ابن قتيبة.
وقد بدأ الباحث بذكر شيء من سيرة ابن قتيبة، فذكر منها (عاش ابن قتيبة في الفترة ما بين سنة (٢١٣) وسنة (٢٧٦) للهجرة النبوية المباركة، وفي مدينة الخلافة وعاصمة الدولة العباسية، وفي هذه السنين توالى على الحكم والخلافة عدد من الأمراء والحكام، بدءاً من الخليفة المأمون وانتهاء بعهد المعتمد)، كما ذكر كثير من خصائص الحياة الاجتماعية والسياسية في زمن ابن قتيبة التي أثرت على الإنتاج العلمي والأدبي لابن قتيبة.
ويظهر للقاريء في هذا البحث اعتناء الإمام ابن قتيبة في تفسيره للألفاظ القرآنية بالقرآن الكريم، ومما نجده أيضاً عنايته بالسنة النبوية في تفسير القرآن الكريم، فما إن يجـد حديثاً إلا يورده قائلاً به أو مستشهداً به، ونلحظ أيضاً اعتناءه بأقوال الصحابة في تفسير كلام ربنا جل وعلا، غـير أننا لا نستطيع إثبات أكثر من هذا، فما بين يدينا من نصوص تفسيرية لـه لا يجعلنا نتبين هل كان الإمام ابن قتيبة من الأئمة الذين يرون وجوب الأخذ بقول الصحابي وعدم تعديه إلى غيره؟ أم كان ممن يُجَوز مخالفة الصـحابي في تفسـير كلام االله جل وعلا؟ فهذا مما لا نستطيع الجزم بشيء فيـه، فلعـل االله ييسـر الوقوف على ما يدل على إثبات شيء من هذا. كما أنه لم يكن ممن له عناية بالغة بالسند فيما ينسبه للصحابة الكرام من أقوال، بل كان يضيف القول من غير ذكر للسند غالباً، ومن غير بيان لصحة ما نقل عنهم أو ضعفه. ويظهر كذلك –وبكل وضوح- اعتناء الإمام بالشواهد الشعرية لما يذكره من معنى للفظة القرآنية المباركة، وهذا لما كان يمتلكه من مخزون أدبي واسع، وكيف لا، وهو صاحب كتاب”الشعر والشعراء” والذي أظهر فيه شخصـيته الفذة، وعلميته القوية، واطلاعه الواسع، فهو مـن أربـاب الأدب وأسـاطين الرواية، مع ما حباه االله من فهم لما قوله الشعراء، وتسطره الأدباء. ويمتاز الإمام ابن قتيبة بمعرفة واسعة للسان العربي، ومصنفاته تـدل علـى تقدمه في هذا المضمار، وهذا لاشك أنه يضفي على كتابته قوة، وعلى آرائـه قبولاً .وجدت الإمام ابن قتيبة غير معتنٍ بالقراءات، فإيراده لها قليل جـداً، ولا يخفى ما للقراءات من أهمية عظمى، ومترلة كبرى في علم التفسير.
كما يعد ابن قتيبة من مدرسة أهل اللغة في تفسـير القـرآن الكـريم، كأمثال الفراء والزجاج والأزهري وغيرهم من أئمة اللغة الذين كانت لهم عناية واضحة وجهد بارز في تفسير كلام االله. كما لم يكن ابن قتيبة من أولئك المصنفين المعتمدين في تفسيرهم على روايات بني إسرائيل – وهذا يدل على علميته الواسعة وتأصيله في هذا العلم – كما أن هذا شأن أهل التحقيق والتدقيق العاملين بوصية رسـول االله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب.