- كمال بسيوني زغلول
- دار الكتب العلمية
- تحقيق كمال بسيوني زغلول
- 1991م
- 570
- الطبعة الأولى
- 29128
- 7215
- 6167
أسباب نزول القرآن لأبي الحسن الواحدي
يعد كتاب أسباب نزول القرآن للواحدي من أمهات كتب التراث وعمدة أصيل اعتمد عليه كل من صنف أو أهتم بدراسة علم أسباب النزول أو علوم أصول التفسير، فهو متفرد في بابه، حاز قصب السبق على غيره من العلماء في تأليفه لهذا الصنف من صنوف علوم القرآن، وقد وضع الله تبارك وتعالى البركة والقبول لهذا الكتاب فصار المصدر الأول المعتمد في أسباب النزول.
وقد بدأ المحقق في التقديم لهذا الكتاب بذكر نسب الواحدي، ونشأته وبيئته العلمية والدينية، ثم أهم مشايخ الواحدي في التفسير وعلومه، والحديث وعلومه، واللغة، والبلاغة والأدب، ثم أهم وأشهر تلامذة الواحدي، ثم عرض للقيمة العلمية والبحثية لكتاب أسباب النزول للواحدي وأثر هذا الكتاب في إثراء التراث الإسلامي عامة وعلم أصول التفسير وأسباب النزول خاصة، ثم بيان مذهبه العقدي في الأصول، وتوضيح أنه كان من المنتمين للأشعرية ومدافعاً عنها ومنظراً لأهم أقوال علمائها وقد ظهر ذلك جلياً في كثير من تفسيراته وآرائه التي كان يناصر بها المذهب داخل الكتاب معطياً دليلاً عملياً على ذلك في انتصار الواحدي لقول الأشعرية في قوله تعالى (ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون) حيث أورد رأي الأشعرية في الجبر والاختيار منتصراً له ومدللاً عليه، ثم أورد رأي القدرية الجبرية على أنه رأي المخالف فذكر أدلتهم وفنَّد هذه الأقوال ودلل على بطلان الاحتجاج بها. ثم قام بعرض مذهبه في الفروع وبين أن الواحدي – عليه سحائب الرحمات من رب الأرض والسماوات – كان شافعي الفروع ينتصر لمذهب الشافعية ويؤيده، وقد ظهر هذا واضحاً جلياً غيرما مرة بالكتاب وقد أخذ المحقق مثالاً على ذلك في تفسيره لقوله تعالى (وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون) حيث قال أن الآية ليس فيها ما يدل على عدم جواز القراءة خلف الإمام في الصلوات الجهرية ولكن غاية ما أفادت الآية الكريمة هو ضرورة حسن الاستماع إلى القرآن الكريم والإنصات له تبجيلاً وتكريماً لسماع كلام الله عز وجل، ثم ذكر المحقق سنة وفاة الإمام الواحدي فأوضح أن جميع المصادر أفادت أنه توفى سنة ثمانية وستون وأربعمائة من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.