- أسامة السيد محمود الأزهري
- دار الفقيه للنشر والتوزيع
- 2011
- 456
- الطبعة الأولي
- 7212
- 3160
- 2088
أسانيد المصريين
جمع هذا الكتاب بين دفتيه بحوثاً في غاية الدقة والأهمية حول مسار أسانيد الرواية والدراية في الديار المصرية في القرونه الأخيرة، مع تراجم لعدد من أعيان المصرين مع ذكر أسانيد المؤلف إليهم.
إن هذا الكتاب قد صُرفت فيه العناية إلى الترجمة لأفراد منتقين من علماء مصر فيما بعد القرن العاشر الهجري تلك الفترة التي تداخلت واشتبكت فيها حضارتنا الإسلامية العربية مع حضارات وافدة، أدى إلى حراك ثقافي واجتماعي، أثمر توجها لاكتساب العلوم والمعارف التي تطورت في أوربا ونتج عنه تغير طبيعة التعليم وحصول تغيرات إجتماعية وفكرية شاملة أوجدت قطيعة بين الأجيال الناشئة وبين تراثها المدون، فصار الناظر إلى تلك الحقبة –يظنها مظلمة مجهوله المعالم – بالرغم مما كان يعتمل فيها من تيارات فكرية وتوجهات علمية، ورجال كان لهم مناهج في البناء والتعليم، والمؤلف هنا قام بالتقاط أفراد من هنا وهناك عبر تلك الفترة الزمنية ليُعرف بهم، ويبرز ما استطاع الوقوف عليه من اهتمامتهم العلمية ويحاول إعادة بناء الجسور بيننا وبين أولئك الأعلام.
وهذا الكتاب هو وجه من وجوه الانتفاع بأسانيد المتأخرين وتوظيف لها في مقصود علمي مهم جداً وهو توجيه المعنين بتلك الأسانيد إلى الفحص والتتبع والكشف عن الأعلام المذكورين فيها وفتح صفحات من حياتهم والإعراب عن مناهجهم والاستفادة من جهودهم وتصانيفهم وأفكارهم وقيامهم بواجب وقتهم إلى غير ذلك من المطالب الشريفة والتي تتحول معها تلك الأسانيد من مجرد التبرك بها إلى القيام بدور علمي يساعد على إعادة بناء العلماء على وصف من الدراية بمناهج علمائنا في بناء المعرفة ، ومايترب على ذلك من الرابطة النفسية التي يستشعرها حامل تلك الأسانيد عندما يتحملها ويرويها فيرتبط بأولئك الأعلام المذكورين في أسانيده ويتحرك شعوره اتجاههم.
وقد مزج المؤلف في الكتاب بين الأسانيد وبحوث الرواية بشذرات من أخبار القوم و مناهجهم، ولمحات عن حياتهم ،حتى لا يقع الكتاب جافاً مقصوراً على البحث الإسنادي الصرف.