- حسين مؤنس
- الدار السعودية للنشر والتوزيع
- 1988
- 911
- 8305
- 2390
- 1992
فكرة القيام بدراسة لقبيلة قريش وتاريخها، وأسباب قوتها وشفوفها على غيرها من قبائل الجزيرة العربية قبل الإسلام وبعده، وصراعها مع الإسلام رغم طلوع رسول الله من بين أظهرها، ثم دخولها فيه ووصولها إلى رياسة دولته، وما جرى عليها بعد ذلك من تصاريف الزمان وما كان لذلك من آثار في تاريخ أمة الإسلام، هذه كلها موضوعات دارت في ذهني من زمن طويل، لأن قريشا كانت العمود الفقري للتاريخ الإسلامي في معظم عصوره، ولا يتأتى فهم هذا التاريخ على وجهه إلا إذا درس الباحث شأن قريش – وهي كانت دائما من أصغر قبائل العرب حجما، وكيف ظهرت في التاريخ وكيف تمكنت من بناء نفسها وسيادة غيرها من قبائل الجزيرة، وبينما قبائل ضخمة كالشعوب، من أمثال تميم والأزد وقضاعة وعبد القيس وهوازن وغطفان، وصمودها في صراع القبائل في بحر الرمال والصخور قبل ظهور الإسلام. هذه كلها موضوعات مباحث شائقة وشاقة في نفس الوقت، ولكنها ضرورية لمن يريد أن يدرس السيرة النبوية الجميلة وموقف قريش منها وانقسامها إلى قريش الإيمان وقريش الكفر، وما كان من صراع بين القريشين، وانتصار قريش الإيمان، وهي الأقل عددا وثروة. واندراج قريش الكفر فيها. ثم كيف وصلت عدوة الإسلام التي دخلت الدين في السنة الحادية عشرة كما يقولون، واقتدرت رغم ذلك على الوصول إلى رياسة أمة الإسلام، واستطاعت تحويل الأمة المجاهدة إلى دولة ذات ملك وسياسة وغايات دنيوية وما كان لذلك كله من آثار بعيدة المدى في تاريخ أمة الإسلام.