- هشام عزمي
- دار الكاتب للنشر والتوزيع
- 2016م
- 248
- 11119
- 4826
- 2976
هذه عينة من كتاب التطور الموجه بين العلم والدين من إصدارات مركز براهين لدراسة الإلحاد ومعالجة النوازل
التطور الموجه بين العلم والدين
مرة أخرى -لن تكون الأخيرة- مع ملف الداروينية، ومع فرع هو الأكثر خطورة في هذا الملف حيث يلتقي التطور فيه مع العلم والدين. وهذا الكتاب هو في بيان ضعف وتهافت الداروينية من منظور علمي، وأن الدعم المؤسسي والأكاديمي المقدم لها يتجاوز مجرد التأييد العلمي الطبيعي لنظرية تخطئ وتصيب، بل هو غارق حتى الآذان في الأدلجة والتحيز، فضلاً عن التضليل والتدليس المتعمد. وليس في هذا انتقاصٌ للعلم الحديث ومعطياته وإنجازاته ولا إعلانٌ للحرب على العلوم والثقافة والمعرفة ولا طلبٌ للجهل والتخلف والبلادة ولا دعوةٌ للتخندق والانغلاق والسماجة، بل هي رؤية نقدية علمية تتبع الدليل ولا تسير وراء الدوجما المادية العمياء.
وأنها لا تنهض علميًا لمعارضة نصوص الوحي، فضلاً عن أن تفوقها في الدلالة بما يلجئ لتأويلها. وأن الخلاف الحاصل بين الإسلام والداروينية ليس أمرًا سطحيًا هامشيًا، بل هو يعود إلى الأصول الفلسفية المنهجية التي قامت عليها هذه النظرية، وأن أي محاولة للتوفيق بينها وبين الإسلام لن تقوم إلا على تحريف لإحدى الطرفين أو كليهما. أنصار الداروينية الحديثة أرادوا العبور بها من بابي (العلم) و(الدين)، وحتى الآن لم ينجحوا في أي من ذلك.
ويشاكس بعض المسلمين باستماتة لإقناعنا بما يسمى بالتطور الإلهي أو الموجه بالرغم من أن غالبيتهم يفتقرون إلى اطلاع حقيقي على هذا ، Theistic Evolution المنهج الملفق! والنتيجة الطبيعية لذلك هي تناقض فوق تناقض في أدبياتهم المنشو رة. وبعي د ا عن التناقضات العلمية والمنهجية الجسيمة −سواء في المنهج الغربي أو في الصورة العربية المشوهة− التي لا يتسع المجال لشرحها هنا، فالحقيقة التي لا يمكن إغفالها أننا حين نطالع أفكار أشهر دعاة التطور الموجه في الغرب Only a ( أمثال فرانسيس كولينز −في كتابه ) لغة الإله (− وكينيث ميللر −في كتابه نجدهم يتبنون التطور الدارويني العشوائي باعتباره التفسير الوحيد −)Theory الحقيقي لأشكال الحياة على الأرض، ويرفضون أي احتمال لتدخل مصمم ذكي أو خالق. والأمر لديهم أن ) الإله ( في سبيل خلق العالم استخدم عمليات عشوائية لكي التي تدعي أن الله − Deism يحقق غاياته! وهو بذلك لا يختلف كثيرا عن الربوبية قد خلق العالم وتركه−، وفي الصورة العربية نجد استساغة غريبة للتطور والتصميم!
المشكلة الكبرى التي نحن بصددها، هي عدم إدراك إخواننا من المؤيدين لهذا المنهج لحقيقة أن تلك القوانين وضعت لتكون بديلا عن الإله وليست أدوات بيده، فالطفرات والانتخاب الطبيعي كآليات طبيعية لتفسير التنوع الحيوي لن يك ون لها أي معني إذا كان هناك تصميم مسبق ومسار واضح وتدخل مستمر في العالم لتطبيق أهداف مقررة سلفا.
المشكلة الكبرى التي نحن بصددها، هي عدم إدراك إخواننا من المؤيدين لهذا المنهج لحقيقة أن تلك القوانين وضعت لتكون بديلا عن الإله وليست أدوات بيده، فالطفرات والانتخاب الطبيعي كآليات طبيعية لتفسير التنوع الحيوي لن يك ون لها أي معني إذا كان هناك تصميم مسبق ومسار واضح وتدخل مستمر في العالم لتطبيق أهداف مقررة سلفا.
: